براد بيت خلف مقود ماكلارين F1: تجربة غيرت مفاهيمه عن السرعة والسينما

في واحدة من أكثر اللحظات إثارة في عالم السينما والرياضة معًا، عاش النجم العالمي براد بيت تجربة استثنائية بقيادته سيارة ماكلارين F1 موديل 2023 على حلبة Circuit of the Americas في أوستن، ضمن تحضيرات فيلم "F1: The Movie" المنتظر. لم تكن هذه مجرد تجربة سينمائية، بل لحظة واقعية جمعت بين الأداء التمثيلي والجرأة الرياضية، وتركت أثرًا نفسيًا عميقًا على بيت الذي اعترف بأنه لم يستطع النوم لمدة 36 ساعة بعد هذه التجربة الفريدة.

فيلم "F1": إنتاج ضخم بنكهة واقعية

الفيلم الذي أخرجه جوزيف كوسينسكي (مخرج Top Gun: Maverick) وينتجه جيري بروكهايمر، بمشاركة لويس هاميلتون كمنتج ومستشار تقني، يمثل نقلة نوعية في أفلام سباقات السيارات. اعتمد فريق العمل على دمج أحداث الفيلم مع موسم الفورمولا 1 لعام 2023، حيث تم التصوير في حلبات شهيرة مثل سيلفرستون، هنغاريا، مونزا وأبوظبي، مع مشاركة حقيقية من فرق F1 ودعم تقني من نخبة السائقين.

براد بيت: من النجم الهوليوودي إلى سائق الفورمولا 1

يجسد براد بيت في الفيلم شخصية "سوني هايز"، سائق فورمولا 1 معتزل يعود للمنافسة لتدريب نجم شاب (يؤديه دامسون إدريس)، ضمن فريق خيالي يدعى Apex GP. لكن بيت لم يكتفِ بالتمثيل، بل خضع لتدريبات مكثفة وقطع آلاف الكيلومترات بسيارات معدلة خصيصًا لتشبه سيارات F1 الحقيقية، بل وقاد بنفسه سيارة ماكلارين MCL60 على الحلبة، وهي نفس السيارة التي قادها لاندو نوريس في الموسم الماضي.

تجربة القيادة: رهبة الواقع تتفوق على الخيال

لم تكن قيادة سيارة فورمولا 1 مجرد مشهد سينمائي لبيت، بل تجربة واقعية بكل تفاصيلها التقنية والجسدية. أشار بيت في مقابلاته إلى أن قوة التسارع، الضجيج، ومتطلبات التركيز الهائلة جعلته يعيش حالة من الأدرينالين لم يعرفها من قبل، حتى أنه لم يستطع النوم لمدة 36 ساعة بعد التجربة بسبب الانفعال الشديد والإثارة التي عاشها.

تقنيات سينمائية متطورة وواقعية غير مسبوقة

أراد المخرج كوسينسكي أن ينقل المشاهدين إلى قلب الحدث، فاعتمد على تقنيات تصوير متقدمة وسمح للممثلين بقيادة سيارات معدلة عن قرب بسرعات عالية، ليحصل الجمهور على تجربة مشاهدة أقرب ما تكون للواقع. استعان الفريق بسيارات F2 معدلة لتبدو كسيارات F1، كما تم التصوير أثناء السباقات الحقيقية لإضفاء مصداقية غير مسبوقة على الفيلم.

دعم من نخبة الفورمولا 1

لم يكن لويس هاميلتون مجرد اسم على لائحة الإنتاج، بل لعب دورًا محوريًا في ضمان دقة التفاصيل وواقعية المشاهد، مستفيدًا من خبرته كسائق سباقات عالمي. كما فتحت فرق مثل ماكلارين أبوابها لفريق العمل، وسمحت لبيت بخوض اختبارات حقيقية على الحلبة، في تجربة نادرة لأي ممثل هوليوودي.

تحديات الإنتاج: بين السينما والرياضة

واجه فريق العمل تحديات لوجستية وتقنية ضخمة، بدءًا من دمج جدول تصوير الفيلم مع روزنامة سباقات الفورمولا 1، وصولاً إلى تدريب الممثلين على القيادة الحقيقية. حتى إضراب الكتّاب في هوليوود كان له جانب إيجابي، إذ أتاح مزيدًا من الوقت لبيت وزميله دامسون إدريس لصقل مهاراتهما خلف المقود.

طاقم تمثيلي عالمي

يشارك في الفيلم إلى جانب بيت كل من دامسون إدريس، خافيير بارديم في دور مالك الفريق، وكيري كوندون كمديرة تقنية، ليكتمل فريق عمل يضم نخبة من نجوم السينما العالمية، ويمنح الفيلم عمقًا دراميًا وإنسانيًا يتجاوز مجرد سباق سيارات.

استثمار ضخم وطموحات عالية

بلغت ميزانية الفيلم نحو 300 مليون دولار (بحسب تقديرات غير رسمية)، بتمويل من Apple Studios وتوزيع Warner Bros، ما يعكس الرهان الكبير على نجاح الفيلم تجاريًا وفنيًا، خاصة في ظل شعبية الفورمولا 1 المتزايدة عالميًا.

تجربة غير مسبوقة في تاريخ أفلام السيارات

يمثل فيلم "F1" محاولة جريئة لإعادة تعريف أفلام سباقات السيارات، من خلال المزج بين الواقعية السينمائية والتجربة الحقيقية على الحلبات. تجربة براد بيت خلف مقود ماكلارين F1 ليست مجرد دعاية للفيلم، بل لحظة فارقة في مسيرته الشخصية والمهنية، ورسالة بأن حدود التمثيل يمكن أن تتوسع لتشمل مغامرات حقيقية تتجاوز الشاشة إلى قلب الحدث الفعلي.

في النهاية، ينتظر عشاق السينما والسيارات معًا عرض الفيلم في صالات IMAX حول العالم، ليعيشوا تجربة سباق لا مثيل لها، ويكتشفوا كيف يمكن لهوليوود أن تقترب أكثر من روح الفورمولا 1، ليس فقط عبر الكاميرا، بل عبر نبض المحرك وصوت الإطارات على المسار.