هل يمكنك استيراد سيارة كهربائية مستعملة إلى السعودية في 2025؟ دليل متكامل للرسوم والشروط والنصائح لتجنب الرفض الجمركي

مع تسارع التحول نحو التنقل المستدام في المملكة ضمن مستهدفات رؤية 2030، لم تعد السيارات الكهربائية مجرد خيار مستقبلي، بل أصبحت واقعًا حاضرًا يفرض نفسه بقوة على طرقات السعودية وأسواقها. ورغم تزايد توفير الطرازات الكهربائية الجديدة عبر الوكلاء الرسميين والعلامات الصاعدة محليًا، ما يزال كثير من المستهلكين ينجذبون لفكرة استيراد سيارة كهربائية مستعملة من الخارج للاستفادة من أسعار تنافسية، أو مواصفات خاصة، أو طرازات غير متاحة في السوق المحلي.

لكن قرار استيراد سيارة كهربائية مستعملة إلى المملكة ليس خطوة عفوية يمكن اتخاذها في لحظة حماس؛ بل عملية منظمة تحكمها لوائح فنية صارمة من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة (SASO)، ومتطلبات جمركية وضريبية تفصيلية من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك (ZATCA)، إلى جانب اعتبارات حساسة تتعلق بسلامة البطارية وتوافق منظومة الشحن مع البنية التحتية داخل السعودية. لذلك يقدم هذا المقال دليلاً شاملاً يضع بين يدي القارئ خريطة طريق واضحة، توضح الشروط، والرسوم، وخطوات التخليص، وأبرز النصائح العملية لتقليل المخاطر وضمان أن تصل السيارة إلى الميناء السعودي جاهزة للفسح والتسجيل بدل أن تتحول إلى عبء مالي وإجرائي غير متوقع.

أولاً: هل يسمح باستيراد سيارة كهربائية مستعملة؟

• تسمح المملكة باستيراد السيارات الكهربائية المستعملة بشروط محددة تتعلق بعمر الطراز ومواصفاته.

• يشترط ألا يتجاوز عمر السيارة المستعملة خمس سنوات من سنة الصنع وقت الاستيراد بالنسبة للسيارات الخفيفة، بما في ذلك السيدان والـSUV والبيك أب بوزن أقل من 3.5 طن.

• أي سيارة كهربائية أقدم من الحد العمري المسموح به تُرفض في الميناء بغض النظر عن حالتها الفنية.

• بعض الحالات الخاصة، مثل السيارات المخصصة للعرض أو المجموعات الخاصة، تحتاج موافقات استثنائية لكنها لا تُسجل للاستخدام اليومي.

ثانيًا: الجهات الرسمية المسؤولة عن إجراءات الاستيراد

• هيئة الزكاة والضريبة والجمارك (ZATCA): مسؤولة عن تحصيل الرسوم الجمركية وتطبيق ضريبة القيمة المضافة وضمان التزام السيارة بقاعدة العمر والمواصفات قبل دخولها البلاد.

• الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة (SASO): تراجع مطابقة السيارة للوائح الفنية الخاصة بالسيارات الكهربائية، بما فيها معايير السلامة، البطارية، وأنظمة الشحن.

• الإدارة العامة للمرور: تتولى تسجيل السيارة بعد التخليص الجمركي وإتمام الفحص الفني وإصدار اللوحات الرسمية.

ثالثًا: الشروط الأساسية لاستيراد سيارة كهربائية مستعملة

• أن يكون الطراز ضمن الحد العمري المسموح (عادة خمس سنوات).

• مطابقة السيارة للوائح SASO الخاصة بالسيارات الكهربائية من حيث السلامة والانبعاثات ونظام الشحن المعتمد.

• الحصول على شهادة مطابقة SABER أو SASO قبل عملية الشحن، وهي وثيقة إلزامية لفسح السيارة من الميناء وتسجيلها رسميًا.

رابعًا: متطلبات البطارية والشحن

• يجب أن تحمل بطارية الليثيوم في السيارة شهادة UN38.3 لضمان مطابقتها لمعايير النقل الدولي الآمن.

• يشترط أن يتوافق نظام الشحن مع المقابس والمعايير المعتمدة في السعودية (Type 2 أو CCS عادة).

• في حال لم تتوافق المواصفات، قد تحتاج السيارة لتعديل فني في نظام الشحن قبل منحها الإذن بالاستخدام المحلي.

• بعض شركات الشحن تطلب وثائق إضافية توضح مستوى أمان البطارية قبل التحميل على السفينة.

خامسًا: الرسوم الجمركية والضرائب

• تُفرض رسوم جمركية بنسبة 5% على قيمة السيارة التقديرية، تضاف إليها ضريبة قيمة مضافة بنسبة 15% بعد احتساب الرسوم.

• التكلفة الإجمالية للضرائب والرسوم تصل تقريبًا إلى 20% من سعر السيارة، تختلف قليلاً حسب تقييم الجمارك.

• قد تستفيد بعض السيارات الكهربائية مستقبلاً من إعفاءات أو تخفيضات ضمن مبادرات الاستدامة، لذا يُنصح بالتحقق دائمًا قبل عملية الشراء.

سادسًا: الوثائق المطلوبة للاستيراد

• هوية وطنية أو إقامة سارية في حال الاستيراد للأفراد.

• شهادة منشأ، وعقد بيع رسمي من المصدر يتضمن رقم الهيكل.

• شهادة مطابقة SASO أو شهادة مطابقة خليجية موثقة.

• تصريح شحن يوضح نوع البطارية وتصنيفها ضمن متطلبات السلامة.

سابعًا: خطوات عملية استيراد سيارة كهربائية مستعملة

1. التحقق المسبق من عمر ومواصفات الطراز ومطابقة السيارة للوائح السعودية.

2. التعاقد مع شركة شحن موثوقة لديها خبرة في شحن السيارات الكهربائية والتعامل مع متطلبات البطارية.

3. إتمام التخليص الجمركي عبر منصة ZATCA الإلكترونية عند وصول السيارة.

4. الفحص الفني لدى المرور ثم استكمال إجراءات التسجيل والحصول على اللوحات.

ثامنًا: المخاطر الشائعة

• رفض السيارة في الميناء بسبب تجاوزها العمر المحدد أو عدم مطابقة المواصفات.

• تلف البطارية أو قِصَر عمرها نتيجة سوء التخزين أو الاستخدام السابق.

• تجاهل التكاليف الإضافية للشحن أو الشهادات مما يؤدي إلى ارتفاع التكلفة النهائية أكثر مما هو متوقع.

تاسعًا: المزايا والتحديات

المزايا:

• الحصول على طرازات أو فئات غير متوفرة محليًا.

• أسعار أفضل مقارنة بالسوق المحلي في بعض الحالات.

• إمكانية اختيار تجهيزات محددة أو نطاق سير أطول.

التحديات:

• صعوبة تقييم حالة البطارية قبل الاستيراد.

• احتمالية عدم توافق نظام الشحن مع البنية المحلية.

• ارتفاع تكاليف النقل والتخليص والفحص مقارنة بسعر إعادة البيع داخل السعودية.

عاشرًا: نصائح الخبراء قبل الاستيراد

• تحقق دائمًا من لوائح ZATCA وSASO الأحدث قبل اتخاذ القرار.

• احصل على تقرير فني دقيق عن حالة البطارية والسجل الصيانى للسيارة.

• احسب التكلفة الحقيقية للاستيراد كاملة (سعر السيارة + الشحن + الرسوم + الفحص) قبل المقارنة مع البدائل المحلية.

في النهاية، يظل استيراد سيارة كهربائية مستعملة إلى السعودية خيارًا جذابًا لشريحة من السائقين الباحثين عن تجربة قيادة نظيفة تقنيًا، أو عن طرازات خاصة لا تتوفر بعد في صالات العرض المحلية، بشرط التعامل مع القرار بعقلية استثمارية واعية لا بعاطفة لحظية. فمع الالتزام بقاعدة العمر المسموح، والتأكد من مطابقة المواصفات مع لوائح SASO، والتحقق الدقيق من حالة البطارية وتاريخ الصيانة، يمكن للمستورد أن يحول هذه المغامرة إلى صفقة ناجحة بدل أن تكون مصدر خسائر وتعقيدات.

ومع التوسع المتسارع في بنية الشحن الكهربائية داخل المملكة، والمشاريع الحكومية والخاصة الهادفة إلى نشر آلاف نقاط الشحن السريع خلال السنوات القادمة، تتجه البيئة المحلية لتصبح أكثر جاهزية لاستقبال السيارات الكهربائية المستوردة وتشغيلها بكفاءة وأمان. وبين دعم الدولة لهذا التوجه في إطار رؤية 2030، ودخول علامات كهربائية جديدة إلى السوق، لا شك أن السنوات المقبلة ستشهد حضورًا أكبر للسيارات الكهربائية على الطرق السعودية، سواء كانت جديدة من الوكالة أو مستعملة قادمة من أسواق العالم المختلفة.