- بداية الحلم: من الهواية إلى الحلبة
- من شغف شخصي إلى تمثيل وطني
- دراجتها المفضلة: وحش بذكاء إلكتروني
- تدريب شاق خلف الإنجاز
- دعم رسمي وإلهام اجتماعي
- تحديات على الحلبة وخارجها
- رأي الخبراء في تجربتها
- الأثر الثقافي والاجتماعي
- تحولت قصتها إلى مادة إلهامية ظهرت في تقارير وأفلام وثائقية عن المرأة السعودية الحديثة
بين منعطفات الحلبات ونبض الأدرينالين، تبرز أول متسابقة دراجات نارية سعودية لتكسر حواجز العادات، وتعيد رسم صورة المرأة في رياضة لطالما كانت حكرًا على الرجال. إنها قصة شغف، وإصرار، ورسالة تمكين تجمع بين السرعة والانتماء الوطني.

بداية الحلم: من الهواية إلى الحلبة
بدأت القصة بشغف حقيقي بالدراجات منذ الطفولة، حيث كانت تستمتع بمشاهدة سباقات MotoGP العالمية، ومتابعة تفاصيل الفرق وأرقام السرعات بدقة.
لم تكن أول دراجة امتلكتها مخصصة للسباقات، بل دراجة صغيرة لهواة الطرق الوعرة، لكنها كانت الشرارة الأولى لمسيرة استثنائية.
مارست القيادة في أماكن مغلقة وبعيدًا عن الأنظار، إلى أن بدأ مفهوم قيادة الدراجات النارية يكتسب قبولًا تدريجيًا داخل المجتمع السعودي.
ومع تنامي الدعم لرياضات المحركات والدراجات النارية تحت مظلة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، أُتيحت لها فرص تدريب رسمية مكّنتها من تطوير مهاراتها والاستعداد للمشاركة الفعلية في البطولات المحلية والدولية.

من شغف شخصي إلى تمثيل وطني
بعد سنوات من التدريب والتحمّل والتركيز، تم اختيارها للمشاركة في البطولات المحلية التي ينظمها الاتحاد.
أصبحت أول امرأة سعودية تحصل على رخصة رسمية للمنافسة في سباقات الدراجات النارية داخل المملكة.
شاركت في بطولات دولية ضمن فئة الهواة قبل الانتقال لاحقًا إلى فئة المحترفين.
وتصف شعورها عند أول انطلاقة لها على الحلبة أمام الجمهور بأنه “مزيج من الخوف والفخر”، مؤكدة أن كل لفة على المضمار هي رسالة لفتيات جيلها بأن الطريق لم يعد مغلقًا أمام أحد.
دراجتها المفضلة: وحش بذكاء إلكتروني
استخدمت خلال مسيرتها أكثر من نوع من الدراجات، من مراحل الهواية حتى الاحتراف، إلا أن دراجتها الأساسية غالبًا ما تكون ياماها R6 أو كاوازاكي ZX-6R.
وتأتي هذه الدراجات بمواصفات تناسب فئة Super Sport:
محرك سعة 600 سي سي يولد أكثر من 120 حصانًا
هيكل ألمنيوم خفيف الوزن لتحسين الثبات عند السرعات العالية
أنظمة مساعدة إلكترونية للسائق تشمل أوضاع قيادة متعددة ونظام مانع الانزلاق
مكابح بريمبو عالية الاستجابة وإطارات رياضية مخصصة للحلبات الساخنة في الخليج
هذه المواصفات تعكس ليس فقط اهتمامها بالأداء، بل أيضًا قدرتها على فهم التكنولوجيا وتسخيرها لصالحها داخل المنافسات.

تدريب شاق خلف الإنجاز
بعيدًا عن بريق الإعلام، تقضي ساعات طويلة أسبوعيًا بين اللياقة البدنية، وتمارين رد الفعل، والتدريب العملي على الحلبة.
وتتبع برنامجًا متكاملًا يشمل:
تمارين قوة لتحمّل وزن الدراجة عند التسارع أو الكبح المفاجئ
تدريبات ذهنية لرفع مستوى التركيز وسرعة اتخاذ القرار خلال أجزاء من الثانية
جلسات مع مدربين دوليين لتحسين خطوط السباق، وتقنيات تسخين الإطارات، وأسلوب الدخول إلى المنعطفات
وتقول إنها تتعامل مع السباق كفن أكثر من كونه مواجهة:
“كل سباق هو توازن دقيق بين الجرأة والانضباط”.
دعم رسمي وإلهام اجتماعي
تلقت المتسابقة دعمًا مباشرًا من الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، الذي ساعدها في التسجيل الرسمي والمشاركة في البطولات الإقليمية.
كما حظيت بتشجيع واسع في ظل رؤية السعودية 2030، التي فتحت آفاقًا جديدة لمشاركة المرأة في مختلف المجالات الرياضية.
ويتفاعل متابعوها على وسائل التواصل الاجتماعي مع كل إنجاز تحققه من خلال الصور ومقاطع الفيديو من الحلبات، لتتحول إلى رمز للإصرار ومصدر إلهام للفتيات الصغيرات.
تحديات على الحلبة وخارجها
لم تكن رحلتها سهلة، ومن أبرز التحديات التي واجهتها:
غياب بنية تحتية تدريبية مخصصة للنساء، ما اضطرها للتدريب مع متسابقين رجال قبل إنشاء أقسام نسائية
قيادة دراجة ثقيلة الوزن تتطلب قوة بدنية وتحكمًا عاليًا، خاصة في ظروف الحرارة المرتفعة
الموازنة بين الدراسة أو العمل والاحتراف الرياضي ضمن جدول تدريبي مكثف
ومع ذلك، وبفضل التنظيم والانضباط، استطاعت حجز مكانها بين أبرز المتسابقين في الخليج.
رؤية شخصية ورسالة للأجيال القادمة
في تصريحاتها الإعلامية، تصف تجربتها بأنها
“دعوة مفتوحة للشباب والفتيات لاكتشاف شغفهم وتحدي المستحيل”.
وتؤكد أن سباقات الدراجات النارية ليست مجرد سرعة، بل ثقافة انضباط ووعي بالسلامة.
كما تحرص على حضور ورش توعوية حول السلامة المرورية، وتنقل رسائلها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتستعد حاليًا للمشاركة في بطولات خليجية وعربية قادمة، مؤكدة أن هدفها لا يقتصر على الفوز، بل تمثيل السعودية بأفضل صورة ممكنة.

رأي الخبراء في تجربتها
يرى خبراء رياضات المحركات أن دخول المرأة السعودية مجال سباقات الدراجات النارية يمثل ثورة هادئة في المشهد الرياضي المحلي.
ويعتبر صحفيون متخصصون أن قصتها تعكس نجاح برامج تمكين المرأة ضمن رؤية 2030.
وصرّح مدرب دولي مشارك في إعدادها بأن:
“إصرارها وانضباطها يفوقان الكثير من المحترفين”،
ما يؤهلها لتحقيق نتائج متقدمة في البطولات المقبلة.
كما يرى محللون رياضيون أن قصتها ستفتح الباب أمام جيل جديد من المتسابقات في المملكة والخليج.
وبحسب خبير إقليمي في إعداد السائقين:
“الرياضة تحتاج إلى شخصيات مثلها لتحطيم الحاجز النفسي بين المرأة والسرعة، وإعادة تعريف الشجاعة من منظور مختلف”.
الأثر الثقافي والاجتماعي
أصبحت صورتها على الدراجة رمزًا للجرأة والتغيير
تحظى بمتابعة إعلامية واسعة داخل المملكة وخارجها
تشارك في فعاليات توعوية تشجع الشباب على القيادة الآمنة والمسؤولة
تحولت قصتها إلى مادة إلهامية ظهرت في تقارير وأفلام وثائقية عن المرأة السعودية الحديثة
إن قصة أول متسابقة دراجات نارية سعودية تتجاوز حدود الإنجاز الرياضي، لتتحول إلى رمز ثقافي واجتماعي يروي كيف تغيّرت نظرة المجتمع والدولة لدور المرأة في مجالات الأداء العالي. وبين الحلبة والحياة، تمتزج شجاعتها بين السرعة والهدوء، والعزم والاتزان، لتكون عنوانًا لجيل جديد من “فرسان المملكة” ولكن على مقعد دراجة سباق.

