كارتيأخباراعرف سيارتكهل تحتاج فعلاً إلى زيت محرك مختلف في الشتاء؟ ومتى يصبح تغيير لزوجة الزيت ضرورياً لحماية محركك في البرد القارس؟

هل تحتاج فعلاً إلى زيت محرك مختلف في الشتاء؟ ومتى يصبح تغيير لزوجة الزيت ضرورياً لحماية محركك في البرد القارس؟

تمارا شلق
تمارا شلق
تم النشر: 2025-12-13
تحديث: 2025-12-13
الفهرس

اختيار زيت المحرك المناسب في الشتاء ليس موضوعًا نظريًا أو “ترفًا تقنيًا”، بل قد يكون الفارق بين تشغيل سلس في صباح بارد وبين تلف مبكر في المحرك بسبب لزوجة غير مناسبة. ومع انتشار النصائح المتضاربة حول الزيوت الشتوية، يصبح من المهم تبسيط الفكرة: من يحتاج فعلًا لتغيير نوع أو لزوجة الزيت في الشتاء، ومتى يكفي الالتزام بما هو مكتوب في كتيّب المالك؟

هل كل السائقين بحاجة لزيت مختلف في الشتاء؟

معظم ملاك السيارات في المناطق ذات الشتاء المعتدل لن يحتاجوا إلى تغيير نوع أو درجة لزوجة الزيت مع تبدل الفصول، طالما أنهم يستخدمون زيتًا متعدد الدرجات بالمواصفات التي يوصي بها كتيّب السيارة. الفكرة تختلف عندما تنتقل السيارة إلى بيئة باردة جدًا، أو تعمل في درجات تحت الصفر لفترات طويلة، أو عند تشغيل محركات صغيرة مثل جزازة العشب أو المولد في أجواء قاسية. في هذه الحالات تصبح لزوجة الزيت في البرد عاملًا حاسمًا في حماية المحرك من التآكل وصعوبة التشغيل.

ما الفرق بين زيوت الدرجة الواحدة والزيوت متعددة الدرجات؟

محركات السيارات الحديثة تستخدم غالبًا زيوتًا متعددة الدرجات (Multi-Grade)، بينما بعض المحركات الصغيرة (مثل بعض جزازات العشب أو المولدات) قد يُنصح لها بزيوت أحادية الدرجة (Single-Grade). زيوت الدرجة الواحدة مثل SAE 30 لها نطاق حرارة محدد تعمل فيه بكفاءة، لكنها لا تتكيف مع تغيّر درجات الحرارة كالزيوت متعددة الدرجات مثل 10W‑30 أو 0W‑30. الزيوت متعددة الدرجات صُممت لتتصرف كزيت خفيف في البرد وزيت أكثر سماكة عند حرارة التشغيل، ما يجعلها خيارًا عمليًا للسيارات المستخدمة طوال العام.

فهم أرقام لزوجة الزيت (5W-30، 0W-30… إلخ)

درجة لزوجة الزيت تُحدَّد وفق معيار SAE، وتُكتب عادة بشكل 5W‑30 أو 0W‑30:

  • الرقم قبل حرف W (Winter):
    يعبر عن سلوك الزيت في درجات الحرارة المنخفضة؛ كلما كان الرقم أصغر، كان الزيت أسهل في التدفق عند البرد، ما يساعد على وصوله بسرعة إلى أجزاء المحرك عند التشغيل البارد.

  • الرقم بعد حرف W:
    يمثل لزوجة الزيت عند 100 درجة مئوية تقريبًا (حرارة تشغيل المحرك)، ويعبّر عن مدى سماكة الزيت عند السخونة؛ أرقام أعلى تعني زيتًا أكثر سماكة عند درجة التشغيل.

بهذه الطريقة يمكن لزيت 10W‑30 أن يغطي تقريبًا نطاقي زيت 10W البارد وزيت 30 الحار في آن واحد، ما يسهّل اختيار زيت واحد لمجموعة واسعة من ظروف القيادة.

متى يصبح تغيير لزوجة الزيت في الشتاء فكرة ضرورية؟

رغم أن معظم السائقين يمكنهم استخدام نفس الزيت طول السنة، إلا أن هناك حالات تستحق التفكير في لزوجة مختلفة:

  • الانتقال من مناخ شتوي معتدل إلى مناخ شديد البرودة (درجات دون ‑20 أو ‑25 مئوية):
    هنا قد يكون من الأفضل استخدام زيت يبدأ بـ 0W أو 5W بدلًا من 10W أو 15W، بما يتوافق مع ما يسمح به دليل المالك، لتحسين تدفق الزيت عند التشغيل البارد.

  • تشغيل محركات صغيرة في البرد القارس (مثل جزازات العشب أو المولدات التي تُستخدم كمكنسة ثلج):
    هذه المحركات قد تحتاج إلى زيت لزوجته في البرد أقل بكثير من زيت الصيف، خصوصًا إذا تم تشغيلها في درجات دون ‑10 أو ‑20 مئوية.

  • السيارات أو الدراجات أو المحركات رباعية الأشواط العاملة في مناطق ذات شتاء قارس لفترات طويلة:
    في هذه الحالة يمكن أن يوصي دليل المالك أو الفني المحلي باستخدام درجة زيت مختلفة شتاءً، لكن القرار يجب أن يبقى مستندًا إلى المواصفات الرسمية وليس إلى نصائح عشوائية.

مخاطر استخدام زيت سميك أكثر من اللازم في البرد

استخدام زيت أكثر سماكة مما هو موصى به في كتيّب السيارة، خاصة في أجواء باردة، قد يسبب عدة مشاكل:

  • صعوبة تشغيل المحرك:
    عند البرودة الشديدة، يصبح الزيت السميك مقاومًا للحركة، ما يجعل عمود الكرنك (العمود المرفقي) يعمل بصعوبة عبر زيت كثيف في حوض الزيت، فيؤدي ذلك إلى “ثقَل” في التشغيل وبطء في دوران المحرك عند تشغيله لأول مرة.

  • ضجيج غير طبيعي في أول دقائق التشغيل:
    عندما يكون الزيت سميكًا جدًا في البرد، قد لا ينجح في المرور سريعًا عبر الممرات الضيقة داخل المحرك، ما يعني لحظات حرجة من نقص التزييت لبعض الأجزاء المعدنية، فتظهر أصوات طرق خفيفة أو خشونة حتى يسخن الزيت ويتحرك بحرية أكبر.

هذه الفترة الحرجة، حتى لو كانت قصيرة، تتكرر يوميًا في الشتاء، وقد تسهم على المدى الطويل في زيادة التآكل داخل المحرك إذا كان الزيت غير مناسب.

أمثلة على نطاقات درجات الحرارة لبعض الزيوت

المعايير التي وضعتها SAE تعطي فكرة تقريبية عن نطاق الحرارة المناسبة لكل درجة زيت:

  • زيت أحادي الدرجة SAE 30:
    يوفر حماية مناسبة تقريبًا بين ‑5 و35 درجة مئوية (23 إلى 95 فهرنهايت). لا يُنصح باستخدامه عند درجات أقل بكثير من ‑5 مئوية لأنه يصبح سميكًا جدًا عند التشغيل البارد.

  • زيت أحادي الدرجة SAE 10W أو زيت متعدد مثل 10W‑30:
    SAE 10W يناسب التشغيل حتى نحو ‑25 مئوية (‑13 فهرنهايت)، بينما 10W‑30 يغطي تقريبًا نطاق ‑25 إلى 35 درجة مئوية، جامعًا بين خواص 10W البارد و30 الحار.

  • الزيوت الأبرد مثل 0W‑30:
    وفق مخططات SAE، زيت 0W‑30 الصناعي مناسب لدرجات حرارة محيطة تصل إلى حوالي ‑35 مئوية (‑31 فهرنهايت)، ما يجعله خيارًا منطقيًا للمناطق ذات الشتاء القارس للغاية.

هذه الأرقام تعطي إطارًا عامًا، لكن المرجع النهائي يجب أن يكون دائمًا مخطط درجات الحرارة المرفق بكتيّب المالك لكل سيارة أو محرك.

لماذا لا يحتاج معظم السائقين لتغيير نوع الزيت مع الفصول؟

في الكثير من الأسواق، توصي شركات السيارات بدرجة زيت واحدة أو درجتين تغطيان معظم ظروف المناخ المتوقعة طوال العام، مثل 5W‑30 أو 0W‑20، خاصة مع انتشار الزيوت الاصطناعية الحديثة. هذه الزيوت صُممت لتعامل جيد مع التشغيل البارد والتشغيل في حرارة المدينة أو الطرق السريعة، ما يلغي الحاجة لتبديل الزيت بين “صيفي” و“شتوي” كما كان شائعًا في عقود سابقة.
الأهم هو الالتزام باللزوجة الموصى بها في كتيّب سيارتك، وتغيير الزيت والفلاتر في مواعيدها، بدلًا من تغيير اللزوجة بشكل اعتباطي دون مبرر مناخي حقيقي.

دور SAE والمعايير في تبسيط الاختيار

تاريخيًا، وضعت جمعية مهندسي السيارات SAE (المعروفة حاليًا باسم SAE International) المعايير الخاصة بدرجات زيوت المحركات، وتواصل التعاون مع مهندسي السيارات لتحديث الجداول والمواصفات. هذه المعايير تجعل من السهل على الشركات والمستهلكين التحدث بلغة موحّدة عندما يتعلق الأمر بدرجات اللزوجة ونطاقات درجات الحرارة المناسبة لكل زيت.
بفضل هذه المعايير، لم تعد مسألة اختيار الزيت “تخمينًا”، بل عملية يمكن ربطها بوضوح بدرجات حرارة التشغيل المتوقعة للمحرك.

ماذا تفعل إذا انتقلت إلى مناخ أبرد بكثير؟

إذا انتقلت بسيارتك من منطقة ذات شتاء لطيف إلى منطقة ذات شتاء قارس، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  • مراجعة كتيّب المالك:
    غالبًا ما يحتوي على مخطط يربط درجة حرارة الجو المئوية بدرجة الزيت المناسبة المسموح بها للمحرك.

  • استشارة فني محلي أو وكيل معتمد:
    الفنيون في المنطقة الباردة لديهم خبرة عملية بزيوت تناسب المناخ المحلي، ويمكنهم تأكيد أن تغيير اللزوجة ضمن النطاق المسموح به لن يسبب ضررًا للمحرك.

  • تجنب التعديلات المتطرفة:
    لا تنتقل من لزوجة متوسطة إلى زيت شديد الرقة أو شديد السماكة دون أن يكون ذلك ضمن الدرجة الموصى بها من الشركة، حتى لا تخرج عن تصميم منظومة التزييت الأصلية.

ماذا عن المحركات الصغيرة (جزازات العشب، المولدات… إلخ)؟

المحركات الصغيرة التي كانت تُصمم أساسًا لظروف حرارة معتدلة قد تحتاج فعلاً لزيت مختلف في الشتاء القارس، خاصة إذا تم تشغيلها في درجات تحت الصفر:

  • إذا فكرت في استخدام جزازة العشب كمروحة ثلج أو أداة تنظيف في درجات سالب مزدوجة، فقد يحتاج المحرك لزيت شتوي أقل لزوجة بكثير من زيت SAE 30 الاعتيادي.

  • كتيّب المحرك (أو لوحة المواصفات عليه) غالبًا يحدد بدقة نطاق درجة الحرارة لكل درجة زيت، ما يساعدك على اختيار الزيت الذي يمنع صعوبة التشغيل وتلف أجزاء المحرك.

نفس المنطق ينطبق على الدراجات النارية أو أي محرك رباعي الأشواط يعمل بشكل متكرر في أجواء شديدة البرودة.

الخلاصة العملية للسائق

  • إذا كنت تعيش في مناخ شتوي معتدل وتستخدم زيتًا متعدد الدرجات بالمواصفات الموصى بها، فغالبًا لا تحتاج إلى زيت مختلف في الشتاء.

  • إذا انتقلت أو تعمل بسيارتك أو محركاتك في مناخات شديدة البرودة (دون ‑20 أو ‑25 درجة مئوية)، يمكن التفكير في زيت بدرجة W أقل (مثل 0W أو 5W)، لكن دائمًا داخل النطاق الذي تسمح به الشركة المصنعة ومع استشارة فني موثوق.

  • تجنب استخدام زيت أكثر سماكة من المواصفات الموصى بها، خصوصًا في الشتاء، لأن ذلك قد يسبب صعوبة تشغيل، ضجيجًا زائدًا، وتآكلًا مبكرًا عند التشغيل البارد.

باتباع هذه المبادئ، يتحول موضوع “زيت الشتاء” من لغز معقد إلى قرار واضح يستند إلى كتيّب المالك، مع فهم بسيط لمعنى أرقام اللزوجة ودور المناخ في اختيار الزيت الأنسب.

اقرأ أيضا:

تمارا شلقتمارا شلق
معلومات رئيس التحرير:

تمارا محررة تعمل في مجال السيارات منذ أكثر من ثلاث سنوات. وهي أيضاً صانعة محتوى في مجال السيارات، تنشر مراجعات ونصائح للسيارات على منصاتها للتواصل الاجتماعي. حاصلة على شهادة في الترجمة، وتعمل أيضاً كمترجمة مستقلة، وكاتبة إعلانات، ومؤدية صوتية، ومحررة فيديو. خضعت لدورات في أجهزة فحص السيارات OBD وتشخيص الأعطال، وعملت أيضاً كمندوبة مبيعات سيارات لمدة عام، بالإضافة إلى تدريبها في شركة سكودا لبنان لمدة شهرين. كما تعمل في مجال التسويق منذ أكثر من عامين، وتُنشئ محتوى على منصات التواصل الاجتماعي للشركات الصغيرة.

شارك المقال

السابق: ديفندر إلى رالي داكار 2026: لماذا تدخل أيقونة الدفع الرباعي أصعب مغامرة رالي على الكوكب الآن؟التالي: هيونداي أيونيك 9 2026: SUV كهربائية فاخرة بسبعة مقاعد تنافس الكبار… وخصمها الأخطر من عائلتها نفسها