كل ما يجب معرفته قبل الانطلاق بسيارتك خارج الخليج

مع اقتراب موسم الإجازات، يتجه الكثير من المقيمين في السعودية والإمارات إلى تجربة القيادة خارج البلاد، سواء باستخدام سياراتهم الخاصة أو من خلال استئجار سيارة أثناء السفر. وتمنح هذه التجربة شعورًا بالحرية وتتيح فرصة لاستكشاف الوجهات الجديدة بمرونة أكبر، إلا أنها تتطلب إلمامًا مسبقًا بقوانين السير في الدول الأجنبية، بالإضافة إلى استعداد كامل يضمن رحلة آمنة وسلسة.

في السطور التالية، نقدم أبرز النقاط التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار قبل القيادة خارج الخليج، من تجهيز السيارة والتأمين المناسب، إلى التعرّف على قواعد السير في الدول التي تعتمد القيادة على اليمين، وصولًا إلى أفضل الطرق لتقليل التكاليف عند استئجار سيارة خلال السفر.

الاستعداد للقيادة خارج البلاد: أنظمة وتجهيزات لا غنى عنها

القيادة في دولة أجنبية لا تقتصر على تبديل جهة السير، بل تستوجب التقيّد بقوانين مرورية قد تختلف تمامًا عن دول الخليج. ففي بعض البلدان الأوروبية مثل فرنسا وإيطاليا، يتعيّن على السائقين وضع ملصق يوضح بلد تسجيل السيارة في الجهة الخلفية، إلى جانب تجهيز السيارة بعناصر السلامة الأساسية، مثل المثلث التحذيري وسترة عالية الانعكاسية.

ولتفادي الوقوع في المخالفات المرورية أو مواجهة مواقف غير مرغوبة، يُنصح بالتخطيط المسبق ومنح كل مرحلة من الرحلة الوقت الكافي، خصوصًا في المناطق غير المألوفة. كما ينبغي ضبط اتجاه المصابيح الأمامية إما باستخدام عدسات عاكسة أو من خلال النظام الإلكتروني، وذلك لتجنب إبهار السائقين القادمين من الجهة المقابلة، خاصة أثناء القيادة الليلية.

وفي البلدان التي تعتمد السير على الجانب الأيمن، مثل معظم دول أوروبا والولايات المتحدة، يجب الانتباه بدقة لإشارات المرور وخطوط السير، مع الاستعانة بأنظمة الملاحة لفهم اتجاه الطرق بشكل أفضل وتجنّب الأخطاء الشائعة مثل الدخول العكسي في الشوارع ذات الاتجاه الواحد أو الانعطاف غير الصحيح في الدوارات.

الرخصة والتأمين: متى تحتاج إلى وثائق إضافية وما الذي يغطيه تأمينك؟

في دول الاتحاد الأوروبي، لا يُطلب من السائقين الذين يحملون رخصة قيادة بريطانية أو أوروبية سارية استخراج رخصة دولية، لكن هذا لا ينطبق على جميع الوجهات. فبعض الدول مثل الولايات المتحدة واليابان تشترط وجود رخصة قيادة دولية إلى جانب الرخصة المحلية المعترف بها. لذلك، يُوصى دائمًا بالاطلاع المسبق على متطلبات الدولة التي تخطط للقيادة فيها لتفادي أي مفاجآت عند الوصول.

أما بالنسبة للتأمين، فتشترط العديد من الدول خارج أوروبا وجود وثيقة تأمين دولية تُعرف باسم البطاقة الخضراء، كإثبات لتغطية التأمين أثناء القيادة. وإذا لم تكن هذه البطاقة مشمولة تلقائيًا في بوليصة التأمين الخاصة بك، يمكنك الحصول عليها بسهولة من خلال شركة التأمين، غالبًا مقابل رسوم بسيطة أو دون مقابل، بشرط تزويدهم بمسار الرحلة والوجهات التي تنوي المرور بها، لضمان صلاحية التغطية.

وفي حال كنت تخطط لقيادة طويلة أو التوجه إلى مناطق نائية، فإن التغطية الشاملة تُعد الخيار الأمثل، إذ توفر حماية أوسع مقارنة بتغطية الطرف الثالث. ويُفضل دائمًا الاحتفاظ بنسخة ورقية أو إلكترونية من وثيقة التأمين داخل السيارة، حيث قد يُطلب منك إبرازها في نقاط التفتيش أو في حال حدوث أي طارئ مروري.

استئجار سيارة في الخارج: حرية تنقل دون نفقات مفاجئة

يُعد استئجار سيارة في الخارج خيارًا شائعًا ومحببًا، خصوصًا لعشاق القيادة الراغبين في تجربة طرازات جديدة قد لا تتوفر في بلادهم. لكن لتحقيق تجربة خالية من التكاليف غير المتوقعة، لا بد من الانتباه إلى بعض التفاصيل المهمة. أول ما ينبغي التأكد منه هو أن رخصة القيادة معترف بها في الدولة التي تنوي زيارتها، إلى جانب مطابقة عمرك للحدود العمرية التي تفرضها شركات التأجير، والتي تختلف من دولة إلى أخرى.

عند الحجز المسبق عبر الإنترنت، يجدر بك مراجعة شروط التأمين بعناية. فالكثير من الشركات تكتفي بتوفير تغطية أساسية، وتعرض عليك لاحقًا باقات تأمين موسعة بأسعار مرتفعة. في أغلب الحالات، يكون من الأفضل والأوفر الحصول على تغطية شاملة من شركات طرف ثالث قبل السفر.

كما أن سياسة الوقود تُعد من النقاط المهمة التي ينبغي عدم إغفالها. إذ تسلم معظم الشركات السيارة بخزان ممتلئ، وتطلب إعادتها بنفس الكمية. لذا من الضروري تحديد موقع محطة وقود قريبة من موقع التسليم، وترك وقت كافٍ للتزود بالوقود قبل إعادة السيارة. ولا تنس فحص السيارة بعناية قبل مغادرة مركز التأجير، وتوثيق أي خدوش أو أضرار ظاهرة باستخدام الصور، ثم إبلاغ أحد الموظفين لتسجيلها رسميًا، تفاديًا لتحميلك مسؤولية تلف لم تتسبب به.