- ما هي المناطق العمياء؟
- نتائج الدراسة: أرقام صادمة
- العوامل المؤثرة في حجم المنطقة العمياء
- فعالية أنظمة الأمان الحديثة
- توصيات الدراسة
- تأثير التصميم على السلامة
- دور الجهات التنظيمية
- مستقبل السلامة على الطرق
في ظل التطور المستمر لتقنيات السيارات وأنظمة الأمان، كشفت دراسة حديثة أجراها معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة (IIHS) عن جانب مقلق يتعلق بـ"المناطق العمياء" في السيارات الحديثة، خاصة فيما يتعلق برؤية السائق للمشاة والأطفال أمام السيارة. الدراسة سلطت الضوء على أن تصميم مقدمة السيارة، وارتفاع غطاء المحرك، وزوايا الأعمدة الأمامية، تلعب دورًا محوريًا في زيادة أو تقليل هذه المناطق العمياء، ما يؤثر بشكل مباشر على معدلات حوادث الدهس والإصابات الخطيرة.
ما هي المناطق العمياء؟
المناطق العمياء هي تلك المساحات حول السيارة التي لا يستطيع السائق رؤيتها بشكل مباشر من خلال النوافذ أو المرايا، حتى مع وجود أنظمة مساعدة مثل الكاميرات أو الحساسات. وغالبًا ما تتركز هذه المناطق أمام السيارة مباشرة، خاصة في السيارات ذات المقدمة المرتفعة مثل سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة.
نتائج الدراسة: أرقام صادمة
اختبر فريق IIHS أكثر من 20 سيارة من فئات مختلفة (سيدان، كروس أوفر، SUV، شاحنات) لقياس مدى الرؤية الأمامية للسائق. أظهرت النتائج أن بعض السيارات الحديثة تعاني من مناطق عمياء أمامية قد تخفي طفلًا بطول 110 سم (حوالي 4 سنوات) أو حتى شخصًا بالغًا عند الاقتراب من مقدمة السيارة.
في بعض سيارات الـSUV والشاحنات، قد يصل طول المنطقة العمياء أمام السيارة إلى أكثر من 3 أمتار.
حتى السيارات السيدان الصغيرة ليست بمنأى عن هذه المشكلة، إذ أظهرت بعض الطرازات مناطق عمياء تتجاوز المترين.
العوامل المؤثرة في حجم المنطقة العمياء
ارتفاع غطاء المحرك: كلما زاد ارتفاع غطاء المحرك، زاد حجم المنطقة العمياء أمام السيارة.
زاوية الأعمدة الأمامية (A-pillars): الأعمدة العريضة أو المائلة بشكل حاد تحد من رؤية السائق للزوايا الأمامية.
تصميم مقدمة السيارة: السيارات ذات المقدمة المسطحة أو المرتفعة تعاني من مناطق عمياء أكبر مقارنة بالسيارات ذات التصميم المنخفض والمنحني.
المخاطر على المشاة والأطفال
تشكل المناطق العمياء خطرًا حقيقيًا على المشاة، لا سيما الأطفال الذين يصعب رؤيتهم عند اقترابهم من مقدمة السيارة. تشير الإحصائيات إلى أن حوادث الدهس الأمامية للأطفال غالبًا ما تحدث في مواقف السيارات أو عند الرجوع للخلف، حيث يظن السائق أن الطريق أمامه خالٍ بينما قد يكون هناك طفل أو شخص بالغ في المنطقة العمياء.
فعالية أنظمة الأمان الحديثة
رغم انتشار أنظمة الكاميرات الأمامية والحساسات، إلا أن الدراسة أكدت أن هذه التقنيات ليست كافية دائمًا لتغطية جميع المناطق العمياء، خاصة إذا لم يكن السائق منتبهًا أو لم يعتمد على هذه الأنظمة بشكل صحيح. كما أن بعض الأنظمة قد تعاني من تأخير في الاستجابة أو ضعف الرؤية في ظروف الإضاءة السيئة.
توصيات الدراسة
إعادة تصميم مقدمة السيارات: تدعو الدراسة الشركات المصنعة إلى إعادة النظر في تصميم غطاء المحرك والأعمدة الأمامية لتقليل حجم المناطق العمياء.
تطوير أنظمة استشعار أكثر تطورًا: مثل الكاميرات ذات الزوايا الواسعة، والرادارات، وأنظمة التحذير من المشاة التي تعمل في جميع الظروف.
توعية السائقين: بأهمية فحص المنطقة الأمامية يدويًا قبل التحرك، خاصة في الأماكن المزدحمة أو قرب المدارس والحدائق.
اختبارات أمان جديدة: يقترح معهد IIHS إضافة اختبارات خاصة بقياس حجم المناطق العمياء ضمن معايير تقييم السلامة للسيارات الجديدة.
تأثير التصميم على السلامة
تشير الدراسة إلى أن السيارات ذات التصميم الرياضي أو المرتفع أصبحت أكثر شعبية، لكنها في الوقت نفسه تعرض المشاة والأطفال لمخاطر أكبر بسبب اتساع المناطق العمياء. وتدعو إلى تحقيق توازن بين متطلبات التصميم العصري وضرورات السلامة العامة.
دور الجهات التنظيمية
تطالب الدراسة الجهات التشريعية بفرض معايير أكثر صرامة على مصنعي السيارات فيما يتعلق بحجم المناطق العمياء، وإلزام الشركات بتوفير حلول تقنية فعالة، مثل الكاميرات الأمامية والرادارات، في جميع الطرازات وليس فقط في الفئات الفاخرة أو الأعلى تجهيزًا.
مستقبل السلامة على الطرق
مع التوجه المتزايد نحو السيارات ذاتية القيادة، من المتوقع أن تلعب تقنيات الاستشعار المتقدمة دورًا أكبر في تقليل مخاطر المناطق العمياء. إلا أن الاعتماد على التصميم الذكي وتوعية السائقين يظل أمرًا أساسيًا في الوقت الحالي.
المناطق العمياء الأمامية في السيارات الحديثة تمثل خطرًا متزايدًا على المشاة والأطفال.
ارتفاع غطاء المحرك وتصميم الأعمدة الأمامية من أبرز أسباب اتساع هذه المناطق.
أنظمة الأمان الحالية غير كافية وحدها، ويجب تطوير حلول تقنية وتصميمية جديدة.
توعية السائقين وإجراء اختبارات أمان خاصة بالمناطق العمياء ضروريان لتحسين السلامة.
تؤكد دراسة IIHS أن السلامة على الطرق لا تتعلق فقط بالتقنيات الحديثة، بل تبدأ من التصميم الذكي للسيارة ووعي السائق بالمخاطر المحيطة. على الشركات والجهات التنظيمية التعاون لضمان أن تكون السيارات المستقبلية أكثر أمانًا لجميع مستخدمي الطريق، وخاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال والمشاة.