- أسباب الخسائر وتحديات نيسان
- تأثير الخسائر على الأسواق العالمية
- الأداء التشغيلي وتوقعات الإيرادات
- التحديات المستقبلية والحاجة إلى تجديد التشكيلة
مع اقتراب عام 2026، يترقب عشاق السيارات حول العالم مستقبل نيسان بحماس كبير، حيث تقف الشركة اليابانية على أعتاب مرحلة جديدة من التحول الجذري نحو السيارات الكهربائية والتقنيات الحديثة. نيسان التي كانت من أوائل الشركات التي طرحت سيارات كهربائية عملية مثل "ليف"، تستعد اليوم لإطلاق مجموعة من الطرازات الكهربائية الجديدة التي تعكس التزامها القوي بالاستدامة والابتكار، مع التركيز على تلبية احتياجات الأسواق الحيوية مثل منطقة الخليج العربي. هذه المرحلة تمثل اختبارًا حاسمًا لنيسان في قدرتها على المنافسة في سوق يشهد تغيرات سريعة وتنافسًا محتدمًا من شركات عالمية وصينية على حد سواء. من خلال إطلاق سيارات مثل "ميكرا" الكهربائية بالكامل و"ليف" المعاد تصميمها، إلى تطوير تقنيات متقدمة للقيادة الذاتية وتحسين تجربة المستخدم، تسعى نيسان لإعادة تعريف مستقبل القيادة الكهربائية، مع الحفاظ على تراثها العريق في تقديم سيارات تجمع بين الأداء والاعتمادية والتقنية الذكية.
في وقت أعلنت شركة نيسان اليابانية، إحدى أبرز شركات صناعة السيارات في العالم، عن توقعات بخسائر صافية قياسية تتراوح بين 4.9 و5.3 مليار دولار أمريكي للسنة المالية التي انتهت في 31 مارس 2025. هذه الخسائر تمثل أكبر رقم سلبي في تاريخ الشركة، وتعكس تحديات كبيرة تواجه نيسان في ظل خطة تحول لم تحقق النتائج المرجوة، بالإضافة إلى عوامل أخرى أثرت سلبًا على أدائها المالي.
أسباب الخسائر وتحديات نيسان
تواجه نيسان منذ أكثر من عام سلسلة من الصعوبات التي أثرت على قدرتها التنافسية وربحيتها. خطة التعافي التي أطلقها الرئيس التنفيذي السابق لم تثمر كما كان متوقعًا، وبلغت ذروتها في فشل الاندماج مع شركة هوندا في فبراير الماضي، ما أدى إلى استبدال ماكوتو أوشيدا بإيفان إسبينوزا كرئيس تنفيذي جديد للشركة.
ويعترف إسبينوزا في بيانه الأخير بأن الشركة بحاجة إلى مراجعة شاملة لأدائها وقيمة أصول الإنتاج، مشيرًا إلى أن تعديل التوقعات المالية للسنة المالية الحالية جاء نتيجة "خطوة حكيمة" تعكس هذه المراجعة.
تأثير الخسائر على الأسواق العالمية
تشير التقارير إلى أن أكثر من 3.5 مليار دولار من الخسائر تتعلق بخفض قيمة الأصول في مناطق رئيسية مثل أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية واليابان. ويُعرف خفض قيمة الأصول بأنه انخفاض دائم في قيمة الأصول، مما يعكس تراجعًا في الأداء أو تغيرًا في ظروف السوق.
ورغم هذه الخسائر الكبيرة، تظل نيسان تمتلك سيولة نقدية صافية بقيمة 10.5 مليار دولار، ما يمنحها هامش أمان مالي يمكن أن يساعدها في تنفيذ خطط إعادة الهيكلة.
الأداء التشغيلي وتوقعات الإيرادات
تتوقع نيسان تحقيق أرباح تشغيلية بقيمة 597 مليون دولار، مع إيرادات صافية تصل إلى 88.5 مليار دولار، ولكن الشركة تشير إلى أن هذه الأرقام تعكس "تغيرات في بيئة المنافسة وتدهور في أداء المبيعات".
وفي السوق الأمريكية، شهدت نيسان زيادة في المبيعات بنسبة 5.4% مقارنة بعام 2023، إلا أن الشركة اضطرت إلى طلب من الوكلاء بيع السيارات بخسارة، مما أدى إلى تراجع كبير في أرباح الوكلاء. كما قامت بتقليل إنتاج طراز روغ Rogue في سبتمبر الماضي بسبب تراكم المخزون، مع تخفيض سعر هذا الطراز الأكثر مبيعًا لعام 2025.
التحديات المستقبلية والحاجة إلى تجديد التشكيلة
رغم أن إسبينوزا يحاول تحفيز الحماس بين عشاق العلامة، إلا أن الاعتماد على قاعدة المعجبين وحدها لا يكفي لضمان استمرارية الشركة في سوق تنافسية متزايدة. تواجه نيسان تحديًا كبيرًا في تحديث تشكيلتها التي تعاني من قدم بعض الطرازات، خاصة في مواجهة المنافسة الشرسة من الشركات الصينية التي تقدم سيارات بأسعار تنافسية وتقنيات حديثة.
ومن الملاحظ أن مبيعات الطرازات الاقتصادية مثل Versa تشهد نموًا ملحوظًا، مدفوعة بارتفاع الأسعار وفرض الحكومة الأمريكية تعريفات جمركية واسعة على صناعة السيارات، وهو ما قد يكون أحد العوامل الإيجابية القليلة التي تساعد نيسان في الوقت الحالي.
نظرة مستقبلية
من المقرر أن تعلن نيسان عن نتائجها المالية الكاملة للسنة المالية 2024 في 13 مايو المقبل، وهو موعد ينتظره السوق والمستثمرون لمعرفة تفاصيل أكثر عن خطط الشركة المستقبلية وكيفية تعافيها من هذه الخسائر الكبيرة.
تواجه نيسان في 2024 أكبر خسائرها في تاريخها، نتيجة لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي أثرت على أدائها المالي والتشغيلي. مع وجود سيولة نقدية قوية، ورئيس تنفيذي جديد يركز على إعادة الهيكلة، تبدو نيسان في مفترق طرق حاسم يتطلب اتخاذ خطوات جريئة لتجديد تشكيلتها وتحسين تنافسيتها، خصوصًا في ظل التحديات المتزايدة من المنافسين العالميين والصينيين على حد سواء. يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن نيسان من تحويل هذه الأزمة إلى فرصة للعودة بقوة إلى سوق السيارات العالمي؟