- السلامة أولاً: ابتكارات أنقذت الأرواح
- نقلة نوعية في الأداء والتحكم
- تطورات أعادت رسم تصميم السيارات
- تجربة قيادة أكثر ذكاء وسهولة
شهد عالم السيارات منذ بداياته تحولات جذرية قادتها موجات متتالية من الابتكار التقني. وقد كانت براءات الاختراع حجر الزاوية الذي مهد لهذه القفزات، حيث لعبت دورًا أساسيًا في تطوير مفاهيم السلامة، والأداء، والراحة داخل السيارات. من تقنيات بسيطة تطورت لتصبح معايير عالمية، إلى ابتكارات قلبت موازين الصناعة، نستعرض في السطور التالية مجموعة من أبرز براءات الاختراع التي تركت أثرًا لا يُمحى على السيارات كما نعرفها اليوم.
السلامة أولاً: ابتكارات أنقذت الأرواح
من أبرز الاختراعات التي أحدثت نقلة في مجال الأمان، حزام الأمان ثلاثي النقاط الذي طوره المهندس السويدي نيلس بوهلين ضمن فريق شركة فولفو عام 1959. وقد قررت فولفو لاحقًا إتاحة براءة الاختراع مجانًا لجميع الشركات، إدراكًا منها لأهمية هذا الابتكار في إنقاذ الأرواح.
كما ساهم نظام التحكم الإلكتروني في الثبات (ESC) في تقليل حوادث الانزلاق على الطرق. ظهر للمرة الأولى في سيارة تويوتا كراون عام 1983، ثم عملت بي إم دبليو على تطويره قبل أن تعتمد مرسيدس استخدامه على نطاق واسع مع طراز S-Class عام 1995. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا النظام عنصرًا أساسيًا في معظم السيارات الحديثة، بفضل قدرته على مساعدة السائق في استعادة السيطرة أثناء ظروف القيادة الصعبة.
نقلة نوعية في الأداء والتحكم
أحدثت الفرامل القرصية تحولًا جذريًا في أنظمة التوقف، حيث بدأت الفكرة في أواخر القرن التاسع عشر في إنجلترا، لكنها لم تجد طريقها إلى الاعتماد الفعلي حتى استخدمتها جاكوار في سباقات لومان عام 1953، ما فتح الباب أمام استخدامها الواسع في السيارات الرياضية والفاخرة.
أما الشاحن التوربيني، فكانت بداياته على يد جوتليب دايملر كمفهوم، قبل أن يتحول إلى تطبيق عملي بفضل مهندسين سويسريين. وقد برزت هذه التقنية مع سيارة BMW 2002 Turbo، لتصبح بعد ذلك أساسية في طرازات الأداء العالي، خاصة لدى علامات مثل بورش.
وفي مجال أنظمة نقل الحركة، برز ناقل الحركة المزدوج القابض (DCT) كتقنية متطورة وفرت توازنًا فريدًا بين الأداء السريع والسلاسة. ورغم ظهوره المبكر في سيارات السباق، إلا أن اعتماده الواسع بدأ مع فولكس فاجن في جولف R32 عام 2003.
تطورات أعادت رسم تصميم السيارات
لعب نظام الدفع بالعجلات الأمامية دورًا كبيرًا في تغيير هندسة السيارات، خاصة بعد أن قدمه المهندس البريطاني أليك إيسيجونيس في سيارة أوستن ميني. مكن هذا التصميم من استغلال المساحة الداخلية بكفاءة، ما جعله الخيار الأمثل للسيارات الصغيرة، قبل أن يمتد استخدامه إلى فئات أكبر وأكثر تنوعًا.
في المقابل، شكل الدفع الرباعي ثورة أخرى في عالم السيارات. ورغم أن استخدامه الأول كان عبر شركة سبايكر الهولندية عام 1903، إلا أن أودي أعادت تعريفه عندما قدمت نظامها الشهير "كواترو" في ثمانينيات القرن الماضي، ما أتاح دمج هذه التقنية في سيارات الأداء العالي والسيارات متعددة الاستخدامات على حد سواء.
تجربة قيادة أكثر ذكاء وسهولة
لم تقتصر براءات الاختراع على الأداء والسلامة فحسب، بل طالت أيضًا تجربة القيادة اليومية. ففي عام 1980، قدمت فورد نظام الدخول بدون مفتاح عبر لوحة مفاتيح رقمية، بينما ابتكرت رينو بعد عامين نظامًا للتحكم عن بعد، وتبعته جنرال موتورز بتوفير هذه الميزة للجمهور على نطاق واسع في التسعينيات.
كما ساهم إدخال نظام تحديد المواقع GPS في تغيير مفهوم التنقل، حيث استخدمته مازدا لأول مرة في اليابان عام 1990. وقد تطورت هذه التقنية لاحقًا لتصبح جزءًا لا يتجزأ من أنظمة الملاحة الذكية التي توفرها معظم السيارات الحديثة اليوم.