تتهيأ جيب لإطلاق فصل جديد في مسيرة رينيجيد، السيارة التي توقفت في الأسواق الأمريكية والكندية منذ عام 2023، لكنها واصلت تواجدها في أسواق أخرى حول العالم. ومع حلول عام 2027، تؤكد العلامة الأمريكية عزمها على تقديم جيل جديد بالكامل من رينيجيد، يجمع بين التصميم العصري وروح جيب المعهودة في القيادة على الطرق الوعرة، مع التركيز على خيارات الدفع الهجين والكهربائي بالكامل، دعمًا لاتجاه الصناعة نحو التنقل المستدام.
تصميم متمرد يُعيد تعريف هوية رينيجيد
تخلّت النسخة الجديدة من جيب رينيجيد عن خطوطها الدائرية التقليدية لصالح زوايا أكثر حدة وتفاصيل تصميمية عصرية مستوحاة من رؤى رقمية حديثة. واحتفظ النموذج الافتراضي، الذي صممه المصمم المستقل ماركو مالتيزي، بالأبعاد المدمجة التي لطالما ميزت رينيجيد، لكنه منحها حضورًا أكثر صلابة بفضل أقواس العجلات البارزة والخط الصاعد للنوافذ الجانبية.
أما الواجهة الأمامية، فشهدت تحولًا لافتًا مع استبدال المصابيح الدائرية الكلاسيكية بوحدات إضاءة LED على شكل أنصاف دوائر، بأسلوب بات شائعًا في طرازات مثل لاند روفر ديفيندر وبعض السيارات الصينية الحديثة. واستمر الشبك الأمامي المكون من سبع فتحات في تأكيد هوية جيب، بينما عزز الصادم الأمامي بالبلاستيك المقوى حضور السيارة القوي على الطرق الوعرة.
وجاءت الخلفية بتصميم رأسي مألوف يعكس إرث الطراز، حيث أضيفت مصابيح LED خلفية نحيلة، إلى جانب صادم معدني سفلي يتماشى مع ملامح المقدمة. كما يُنتظر أن تشمل التشكيلة نسخة Trailhawk المعدة للطرق الوعرة، والتي ستتميز بإطارات مخصصة للتضاريس القاسية وعجلات أكثر ارتفاعًا لزيادة الخلوص الأرضي وتعزيز الأداء على الطرق الوعرة.
مقصورة رقمية وعملية بلمسات مستوحاة من جيب أفنجر
رغم أن المقصورة لا تزال ضمن نطاق التصورات الرقمية، إلا أنها تعكس توجهًا واضحًا نحو الدمج بين التكنولوجيا الحديثة والوظائف العملية. التصميم الداخلي يتضمن شاشة عدادات رقمية بالكامل، إلى جانب نظام معلومات وترفيه متطور، بينما توزّعت حلول التخزين المبتكرة بشكل ذكي في لوحة القيادة والمنطقة المركزية، ما يعزز سهولة الاستخدام ويُضفي طابعًا وظيفيًا على المقصورة.
استلهمت المقصورة بعض ملامحها من تصميم جيب أفنجر، ما يدل على حرص الشركة على توفير بيئة قيادة مريحة ومرنة تناسب احتياجات السائقين داخل البيئات الحضرية، حيث تمثل المساحة والتنظيم عاملاً حاسمًا في تجربة القيادة اليومية.
منصة جديدة وتوجه واضح نحو الكهرباء
ينتقل الجيل القادم من رينيجيد إلى منصة STLA Small الحديثة من مجموعة ستيلانتس، بدلاً من قاعدة Small Wide 4x4 المعتمدة في الطراز الحالي. توفر هذه المنصة مرونة كبيرة في أنظمة الدفع، إذ تدعم المحركات التقليدية، والمحركات الهجينة الخفيفة، إلى جانب الحلول الكهربائية بالكامل، ما يمنح جيب القدرة على تكييف السيارة لتناسب متطلبات الأسواق المختلفة.
تشير التوقعات إلى اعتماد محرك ثلاثي الأسطوانات بسعة 1.2 لتر مزود بشاحن توربيني، مدعومًا بنظام هجين خفيف بقوة 48 فولت، وهي منظومة سبق استخدامها في طراز أفنجر 4Xe. ويتيح هذا النظام إمكانية تزويد رينيجيد بمحور خلفي كهربائي، ما يوفّر نظام دفع رباعي فعال دون الحاجة إلى نظام ميكانيكي تقليدي، الأمر الذي يعزز قدراتها على الطرق الوعرة دون التأثير على الكفاءة.
كما أكدت جيب بشكل رسمي نيتها لإطلاق نسخة كهربائية بالكامل من رينيجيد، في خطوة تتماشى مع التوجه العالمي نحو السيارات عديمة الانبعاثات، ومع استراتيجية الشركة التي بدأت فعليًا عبر طرازي كومباس وأفنجر الكهربائيين، خصوصًا مع تصاعد الطلب على السيارات الكهربائية في الأسواق الأوروبية.
طراز جيب الجديد يراهن على القيمة مقابل السعر
مع اقتراب موعد إطلاقها في عام 2027، تشير التوقعات إلى أن جيب رينيجيد الجديدة ستتوفر بسعر يبدأ من أقل من 25,000 دولار أمريكي (نحو 93,700 ريال سعودي)، ما يجعلها واحدة من أكثر السيارات الكهربائية الصغيرة جذبًا من حيث السعر في فئتها.
في السوق الأمريكية، ستبرز رينيجيد كخيار نادر ضمن فئة سيارات الاس يو في الصغيرة، التي أصبحت أقل حضورًا نتيجة تزايد الاهتمام بالموديلات الأكبر حجمًا. أما في أوروبا، فالمشهد مختلف تمامًا، حيث ستدخل رينيجيد إلى ساحة مزدحمة بالمنافسين، أبرزهم داشيا داستر، وبيجو 2008، وسيتروين C3 إيركروس، وأوبل فرونتيرا، وفولكس فاجن T-Cross، وهيونداي كونا.
ويُتوقع أن تستعيد رينيجيد مكانتها بفضل تصميمها العصري، وخيارات الدفع الكهربائي والهجين، والتجهيزات العملية التي تقدمها داخل المقصورة. كل ذلك يمنحها فرصة حقيقية للتميز في سوق مزدحم، ويعيد اسمها إلى الواجهة بأسلوب يجمع بين الطابع الأمريكي الأصيل ومتطلبات السائق العصري.
7 ورقة

بدأ حبي للسيارات من قبل دخولي عالم الصحافة والكتابة في عام 2015. ورغم كوني صيدلانية في الأساس، إلا أن هدير المحركات وأناقة التصميم ومتعة القيادة خطفت اهتمامي منذ البداية. اليوم أعيش هذا الشغف عبر استكشاف أحدث السيارات ومشاركة تجاربي مع عشاق السيارات في الخليج.