في مقابلة حديثة مع Yahoo! Finance، كشف واسيّم بن سعيد، كبير مهندسي البرمجيات في شركة ريفيان الناشئة في مجال السيارات الكهربائية، أن الشركة الأمريكية ستوفر البنية التحتية التقنية الأساسية لجميع السيارات الكهربائية المستقبلية لمجموعة فولكس فاجن. جاء هذا الإعلان بعد استثمار فولكس فاجن الضخم بقيمة 5 مليارات دولار في ريفيان العام الماضي، مقابل الاستفادة من خبرة الشركة الأمريكية في البرمجيات والهندسة الكهربائية. وقد أدى هذا التعاون إلى تأسيس مشروع مشترك يسمح بتبادل الملكية الفكرية بحرية مع الحفاظ على استقلالية العلامات التجارية.
أوضح بن سعيد أن سيارة ريفيان القادمة R2 SUV ستكون الأساس التكنولوجي لمنصات السيارات الكهربائية المستقبلية لمجموعة فولكس فاجن، مع السماح لكل علامة تجارية بالحفاظ على هويتها الخاصة. بمعنى آخر، قد تختلف منصة أودي التقنية عن بنتلي أو لامبورغيني، لكنها جميعاً ستبنى على نفس الهيكل الكهربائي الذي توفره R2.
هذا التعاون يمثل خبرًا مرحبًا به لشركة فولكس فاجن العملاقة، خاصة بعد المشاكل التي واجهها قسم التكنولوجيا الداخلي لديها، كارياد، والتي أدت إلى تأخيرات في إطلاق سيارات بورشه وأودي، بالإضافة إلى تسريحات موظفين في القسم نفسه. فبينما تمتلك فولكس فاجن خبرة طويلة في الهندسة الميكانيكية، إلا أن خبرتها في هندسة البرمجيات أقل بكثير، ويبدو أن مهندسي الكهرباء لديهم تحديات جديدة أمامهم.
أكثر من مجرد برمجيات: ثورة الهندسة الكهربائية المعمارية
ريفيان لا تقدم فقط نظام معلومات ترفيهي سريع وخالي من الأخطاء، بل تقدم ثورة في تصميم النظام الكهربائي للسيارة. بدءًا من طرازات 2025 من R1T وR1S، اعتمدت الشركة على بنية معمارية "مناطقية" (Zonal Architecture) في أنظمتها الكهربائية، مما أتاح لها إزالة أكثر من 2.5 كيلومتر من الأسلاك من كل سيارة، وتوفير حوالي 20 كجم من الوزن.
هذه البنية المعمارية، التي طورتها تسلا أولاً، تحول تصميم النظام الكهربائي من مركزية مطلقة إلى نظام لامركزي يعتمد على مراكز إقليمية (مناطق) تتلقى تقارير من الأجهزة الكهربائية في تلك المنطقة، ثم ترسلها إلى المركز الرئيسي. هذا يقلل عدد وحدات التحكم الإلكترونية (ECUs) من 17 إلى 7 فقط، مما يزيد من كفاءة إدارة السيارة.
تُعرف هذه الطريقة الجديدة أحيانًا باسم "السيارات المصممة بالبرمجيات" (Software-Designed Vehicles)، حيث يتم تصميم البرمجيات أولاً ثم يتم هندسة الأسلاك بناءً على أفضل طريقة لتشغيل السيارة.
تحديات فولكس فاجن وفرصة ريفيان
على الرغم من خبرة فولكس فاجن الطويلة في صناعة السيارات، إلا أن هذه الطريقة الحديثة في الهندسة الكهربائية ليست من ضمن خبراتها الحالية. ريفيان، التي بدأت من الصفر وتركيزها الأكبر على التكنولوجيا، استطاعت التحول بالكامل إلى البنية المعمارية المناطقية. لكن ريفيان تعاني من نقص في الموارد المالية، حيث لا تزال تحقق خسائر. لذلك، كان بيع حقوق الملكية الفكرية لتقنيتها إلى فولكس فاجن مقابل 5 مليارات دولار خطوة ذكية للطرفين.
شراكة فولكس فاجن مع ريفيان تمثل تحوّلًا استراتيجيًا في صناعة السيارات الكهربائية، حيث تستفيد الشركة الألمانية من خبرة ريفيان في البرمجيات والهندسة الكهربائية لتسريع تطوير سياراتها الكهربائية المستقبلية. من خلال اعتماد منصة تقنية موحدة تعتمد على سيارة ريفيان R2، ستتمكن علامات فولكس فاجن المختلفة من الحفاظ على هويتها مع الاستفادة من أحدث التقنيات.
هذا التعاون يعكس التحديات التي تواجهها شركات السيارات التقليدية في مواكبة التطور السريع في تكنولوجيا السيارات الكهربائية والبرمجيات، ويؤكد على أهمية الشراكات مع الشركات الناشئة المتخصصة في التكنولوجيا لتسريع الابتكار وتحقيق النجاح في السوق المتغير.