تستعد سيارة بي ام دبليو ام 3 الأسطورية للدخول في عصر جديد واتباع آفاق جديدة كلياً، وهي تقوم بذلك في صمت تام. فقد وصلت النسخة الكهربائية المرتقبة من ام 3 رسمياً إلى حلبة نوربورغرينغ للاختبار، ورغم أنها قد لا تُصدر هديراً كسابقاتها، للأسف الشديد طبعاً، إلا أنها تُحدث ضجة بسرعتها ورشاقتها، ما قد يعوّض عن استغنائها عن صوتها الذي ينعش فؤاد محبيها.
وقد رُصد نموذج أولي جديد يجتاز المنعطفات والطرقات المستقيمة الشاقة في حلبة نوربورغرينغ، ويجتاحها بحفة، مُظهرًا سرعةً وتحكماً مذهلين. مع غياب صوت المحرك، تنزلق ام 3 الكهربائية عبر الحلبة بصوت صرير الإطارات على الأسفلت فقط، في تناقض صارخ مع الصوت الهادر الذي اعتاد عليه عشاق السيارات. ولكن إذا كان الأداء معياراً، فإن الصمت خادع. فيبدو أن بي ام دبليو خضعت لما فرضه عالم السيارات على المصنعين الكبار، ألا وهو التحول الممل نحو السيارات الكهربائية، إلا أنها ما زالت متشبثة بالأداء العالي الذي تقدمه سياراتها، والمرونة الساحرة التي يهواها محبي بي ام دبليو. وإذا صح القول، هذه السيارة ليست مزحة، ولا سيارة كهربائية رياضية جديدة ستغدو مزحة لعشاق السيارات، بل وراء صمتها رعب وشراسة.
بتصميمها المموه والغامض، يكشف النموذج الأولي ما يكفي لإثارة الحماس. يؤكد شكلها القوي، ورفارفها العريضة، ومصداتها الجريئة أنها سيارة M بكل ما تحمله الكلمة من معنى. يبدو أن التصميم يدمج أسلوب بي إم دبليو الكلاسيكي مع لمسة عصرية ومستقبلية. تتميز المقدمة بتصميم أكثر بساطة من طراز M3 الحالي، مع مصابيح أمامية رفيعة وشبكات أمامية مدمجة، مما يُلمح إلى لغة التصميم الكهربائية الجديدة للعلامة التجارية.
كما يمكن رؤية لمحات من الإلهام الكلاسيكي في شكل السيارة، بهيكلها ذي الشكل المربع قليلاً الذي يُعيد إلى الأذهان ذكريات الطرازات السابقة. ومع ذلك، فإن كل شيء في هذا النموذج الأولي يُظهر تطوراً واضحاً. فهي تتميز بانخفاضها وعرضها، ما يُبشر بديناميكية هوائية وتحكم أفضل، وهو أمر مهم بشكل خاص لسيارة كهربائية عالية الأداء، نتوقع منها أن تكون ثقيلة الوزن، ولكن تهدف لوضع معايير جديدة للأداء، مع تسارع لا بد من أنه يخطف الأنفاس.
تحت "غطاء المحرك"، نتوقع قوة هائلة. في حين لم تُعلن الأرقام الرسمية بعد، تشير التوقعات الأولية إلى أن قوة المحرك قد تتجاوز 600 حصان بسهولة. ومن المرجح أن تُطرح نسخ أقوى تصل إلى 700 حصان في وقت لاحق. هذه الأرقام ستضع سيارة M3 الكهربائية بين أقوى السيارات التي تحمل شعار M على الإطلاق.
مرتكزةً على هندسة بي ام دبليو الكهربائية من الجيل القادم، ستستفيد السيارة من تقنية بطاريات متطورة، ومركز ثقل أقل، وتوزيع وزن مُحسّن. من المتوقع أن يُترجم كل هذا إلى سيارة ام 3 كهربائية لا تضاهي شقيقتها العاملة بالبنزين فحسب، بل قد تتفوق عليها أيضاً.
على الرغم من أن الكشف الكامل لا يزال بعيداً بعض الشيء، فمن الواضح أن هذه السيارة الكهربائية M3 أكثر من مجرد تجربة هادئة. إنها بداية فصل جديد لطراز لطالما حدد متعة القيادة. يُمثل التحول إلى السيارات الكهربائية نقطة تحول، لكن التزام بي ام دبليو بالأداء لا يزال ثابتًا.
من المتوقع ظهور الفئة الثالثة الكهربائية قريباً، ما يُمهد الطريق لطراز ام 3 الذي من المتوقع أن يُطلق رسمياً في عام 2026 ويطرح في السوق بحلول عام 2027. حتى ذلك الحين، تُقدم العاصفة الصامتة التي تختمر في حلبة نوربورغرينغ لمحةً مُثيرة عما سيأتي.
قد نحزن لما آلت عليه الأمور في عالم السيارات الخارقة والرياضية، وقد نودع سيارات كانت أساس جمال طفولاتنا، ولكن علينا أن نتفاءل، فبي ام دبليو ام 3 الكهربائية قد تكون فعلاً سيارة كهربائية رياضية تكسر القواعد.