- المعضلة الهندسية خلف "الأسطوانة السابعة"
- لماذا نجحت بعض تصميمات المحركات الفردية… ولم تنجح السبعة؟
- أشكال محركات السيارات وتوازنها واستعمالاتها
- رأي الخبراء
- شغف الهواة وحقيقة السوق
يستمتع عشاق السيارات بالجدل حول تصاميم المحركات: أربعة سلندر، V8، ستة مستقيمة، حتى خمسة أو ثلاثة سلندر. لكن لماذا لم نرَ قط محركاً بسبع أسطوانات في أي سيارة ركاب؟ الإجابة تكمن في مزيج معقد من الفيزياء، والهندسة، والتكلفة، وتحولات عالم الكهرباء الجديدة.
![]()
المعضلة الهندسية خلف "الأسطوانة السابعة"
هندسة العمود المرفقي: لكي يعمل محرك سبع أسطوانات، يجب توزيع "كرانك جورنالز" بتباعد زوايا بالغ الصعوبة (51.43 درجة). للمقارنة، الستة المستقيمة تعتمد 60°، وV8 يعتمد 45°. السبعة تخالف كل منطق تصنيع ومتغيرات التحمل.
مشكلات التوازن: محركات الستة المستقيمة وV8 ذات الكرانك الكروس بلاين تلغي الاهتزازات طبيعياً. أما السبعة، فتخلق توافقيات غريبة وارتجاجات مستمرة لا يصلح علاجها إلا في سرعات منخفضة.
الحجم والانسيابية: المحركات الثلاثية والخماسية صغيرة وسهلة التوظيف، بينما الستة والثمانية الكلاسيكيتان تناسبان أكبر السيارات الفاخرة. أما سبعة سلندر، فتبدو طويلة ومعقدة وصعبة التصميم لهيكل أي سيارة.
![]()
لماذا نجحت بعض تصميمات المحركات الفردية… ولم تنجح السبعة؟
تجارب ناجحة: الخماسية المستقيمة (أودي، فولفو) وجدت مكانها كحل وسط بين أربعة وستة. الثلاثي ممتاز للصغار مع عمود موزون لمنع الاهتزاز.
فشل السبعة: طول زائد، وزن مرتفع، توازن ضعيف = اهتزاز ونقلات خشنة وأداء يتفوق عليه أي ستة أو ثمانية سلندر.
استثناءات نادرة: تجد سبعة سلندر فقط في محركات السفن العملاقة أو الآلات الزراعية البطيئة؛ حيث لا يهتم أحد بالارتجاج لأن المحرك يدور بمئات الدورات فقط والشاصي ثقيل للغاية.
أشكال محركات السيارات وتوازنها واستعمالاتها
رأي الخبراء
يؤكد المهندسون أن كل ميزة في الخماسي أو الستة تختفي مع السبعة: عمود مرفقي معقد، مرن وسهل الكسر، اهتزازات لا تُحتَمل، وصوت غريب. إضافة إلى ذلك، مع انتشار المحركات الكهربائية والهجينة، انتهت المنافسة القديمة على عدد الأسطوانات، ولن يخاطر مصنع اليوم بتكرار تجربة VW W8 التعيسة (نظرياً فقط كانت أفضل!). ببساطة: التكلفة والوزن والمشاكل الهندسية لا تبرر إضافة أسطوانة سابعة.
شغف الهواة وحقيقة السوق
صحيح أن عشاق الميكانيكا يتخيلون صوت محرك سبعة سلندر، لكن أي شركة لن تضحي بالاعتمادية والأسعار والراحة مقابل هوس لم يجربه السوق.
الباحثون عن الغرابة بإمكانهم تجربة محركات الروتاري (RX-7) أو VW V5/W8 أو اللانشيا V4 ليعيشوا تجربة ميكانيكية حية نادرة فعلاً.
اليوم، توربو الشواحن، وتكنولوجيا توقيت الصمامات، وتقنيات الكهرباء تغني تماماً عن أي اختراع غريب لعدد الأسطوانات.
لا يوجد اليوم أي داعٍ لمحركات السبعة سلندر في عالم السيارات: ستة وثمانية كافيتان لكل الأحلام، والمحركات الكهربائية حسمت الجدل للأبد. ومع ذلك، سيظل عالم المحركات مليئاً بالأساطير والفضول، لكن السبعة بقيت– وستبقى– مجرد أسطورة ميكانيكية لم تولد للطرق العادية.

