كارتيأخبارعالم السياراتأسطورة السبعة: لماذا لا نرى محركات سبعة سلندر في السيارات؟

أسطورة السبعة: لماذا لا نرى محركات سبعة سلندر في السيارات؟

تمارا شلق
تمارا شلق
2025-11-16
الفهرس

يستمتع عشاق السيارات بالجدل حول تصاميم المحركات: أربعة سلندر، V8، ستة مستقيمة، حتى خمسة أو ثلاثة سلندر. لكن لماذا لم نرَ قط محركاً بسبع أسطوانات في أي سيارة ركاب؟ الإجابة تكمن في مزيج معقد من الفيزياء، والهندسة، والتكلفة، وتحولات عالم الكهرباء الجديدة.

المعضلة الهندسية خلف "الأسطوانة السابعة"

  • هندسة العمود المرفقي: لكي يعمل محرك سبع أسطوانات، يجب توزيع "كرانك جورنالز" بتباعد زوايا بالغ الصعوبة (51.43 درجة). للمقارنة، الستة المستقيمة تعتمد 60°، وV8 يعتمد 45°. السبعة تخالف كل منطق تصنيع ومتغيرات التحمل.

  • مشكلات التوازن: محركات الستة المستقيمة وV8 ذات الكرانك الكروس بلاين تلغي الاهتزازات طبيعياً. أما السبعة، فتخلق توافقيات غريبة وارتجاجات مستمرة لا يصلح علاجها إلا في سرعات منخفضة.

  • الحجم والانسيابية: المحركات الثلاثية والخماسية صغيرة وسهلة التوظيف، بينما الستة والثمانية الكلاسيكيتان تناسبان أكبر السيارات الفاخرة. أما سبعة سلندر، فتبدو طويلة ومعقدة وصعبة التصميم لهيكل أي سيارة.

لماذا نجحت بعض تصميمات المحركات الفردية… ولم تنجح السبعة؟

  • تجارب ناجحة: الخماسية المستقيمة (أودي، فولفو) وجدت مكانها كحل وسط بين أربعة وستة. الثلاثي ممتاز للصغار مع عمود موزون لمنع الاهتزاز.

  • فشل السبعة: طول زائد، وزن مرتفع، توازن ضعيف = اهتزاز ونقلات خشنة وأداء يتفوق عليه أي ستة أو ثمانية سلندر.

  • استثناءات نادرة: تجد سبعة سلندر فقط في محركات السفن العملاقة أو الآلات الزراعية البطيئة؛ حيث لا يهتم أحد بالارتجاج لأن المحرك يدور بمئات الدورات فقط والشاصي ثقيل للغاية.

أشكال محركات السيارات وتوازنها واستعمالاتها

التصميم

التوازن (النعومة)

سهولة التركيب

الأشهر في

الطابع الصوتي

ثلاثة مستقيم

ضعيف (بتوازن إضافي)

ممتاز/ميني

سيارات المدن

مشتد وبسيط

أربعة مستقيم

جيد

شائع جداً

كل الفئات

مألوف واقتصادي

خمسة مستقيم

متوسط، فريد

مدمج

سيدان أوروبية

رياضي “عذب”

ستة مستقيم

ممتاز (طبيعي)

متوسط للمساحة

الفاخرة/الرياضية

سلاسة كلاسيكية

سبعة مستقيم

ضعيف "غير قابل للعلاج"

طويل ومعقد

البحري/الصناعي

؟؟

V8

ممتاز (كروس أو فلات)

الفخمة والرياضية

لكل الأسواق

عضلي وجبار

رأي الخبراء

يؤكد المهندسون أن كل ميزة في الخماسي أو الستة تختفي مع السبعة: عمود مرفقي معقد، مرن وسهل الكسر، اهتزازات لا تُحتَمل، وصوت غريب. إضافة إلى ذلك، مع انتشار المحركات الكهربائية والهجينة، انتهت المنافسة القديمة على عدد الأسطوانات، ولن يخاطر مصنع اليوم بتكرار تجربة VW W8 التعيسة (نظرياً فقط كانت أفضل!). ببساطة: التكلفة والوزن والمشاكل الهندسية لا تبرر إضافة أسطوانة سابعة.

شغف الهواة وحقيقة السوق

  • صحيح أن عشاق الميكانيكا يتخيلون صوت محرك سبعة سلندر، لكن أي شركة لن تضحي بالاعتمادية والأسعار والراحة مقابل هوس لم يجربه السوق.

  • الباحثون عن الغرابة بإمكانهم تجربة محركات الروتاري (RX-7) أو VW V5/W8 أو اللانشيا V4 ليعيشوا تجربة ميكانيكية حية نادرة فعلاً.

  • اليوم، توربو الشواحن، وتكنولوجيا توقيت الصمامات، وتقنيات الكهرباء تغني تماماً عن أي اختراع غريب لعدد الأسطوانات.

لا يوجد اليوم أي داعٍ لمحركات السبعة سلندر في عالم السيارات: ستة وثمانية كافيتان لكل الأحلام، والمحركات الكهربائية حسمت الجدل للأبد. ومع ذلك، سيظل عالم المحركات مليئاً بالأساطير والفضول، لكن السبعة بقيت– وستبقى– مجرد أسطورة ميكانيكية لم تولد للطرق العادية.

اقرأ أيضا:

تمارا شلقتمارا شلق
معلومات رئيس التحرير:

تمارا محررة تعمل في مجال السيارات منذ أكثر من ثلاث سنوات. وهي أيضاً صانعة محتوى في مجال السيارات، تنشر مراجعات ونصائح للسيارات على منصاتها للتواصل الاجتماعي. حاصلة على شهادة في الترجمة، وتعمل أيضاً كمترجمة مستقلة، وكاتبة إعلانات، ومؤدية صوتية، ومحررة فيديو. خضعت لدورات في أجهزة فحص السيارات OBD وتشخيص الأعطال، وعملت أيضاً كمندوبة مبيعات سيارات لمدة عام، بالإضافة إلى تدريبها في شركة سكودا لبنان لمدة شهرين. كما تعمل في مجال التسويق منذ أكثر من عامين، وتُنشئ محتوى على منصات التواصل الاجتماعي للشركات الصغيرة.

شارك المقال

السابق: مستقبل سيدان أودي الكبرى: هل تصمد A8 أم تبدأ عصر التجديد الجريء؟التالي: الفخامة العائلية بثوب صيني: هل تنجح GAC M8 2026 في تحدي سيارات الفان الكبيرة؟