يشهد سوق السيارات الكهربائية نمواً غير مسبوق مع بداية عام 2025، حيث ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن بنسبة 30% خلال أول شهرين فقط. ما يعادل 2.4 مليون سيارة كهربائية انضمت إلى الطرقات حول العالم، مما يؤكد أن التحول نحو التنقل المستدام لم يعد مجرد توجه مؤقت بل أصبح واقعاً ملموساً.
الصين تقود الثورة الكهربائية
تحافظ الصين على مكانتها كأكبر سوق للسيارات الكهربائية مع تسجيل زيادة مذهلة بنسبة 35 % في المبيعات، لتصل إلى 1.4 مليون وحدة خلال شهرين فقط. الإقبال على السيارات الكهربائية بالكامل يزداد بقوة، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 46% مقارنة بالعام الماضي. رغم النمو الملحوظ في السيارات الهجينة القابلة للشحن، إلا أن السيارات الكهربائية تظل الخيار المفضل لدى المستهلكين.
توفر السيارات الكهربائية بأسعار معقولة وزيادة الخيارات في السوق الصيني يشكلان عوامل رئيسية وراء هذا التوسع السريع. تستمر علامات مثل بي واي دي في الابتكار عبر تقديم سيارات أكثر كفاءة وأقل تكلفة، مما يسهل على المستهلكين اتخاذ قرار التحول إلى السيارات الكهربائية. قفزة المبيعات في فبراير بنسبة 76% مقارنة بالعام الماضي قد تكون مرتبطة بالمواسم الاحتفالية مثل رأس السنة الصينية، لكن الاتجاه العام يشير إلى استمرار النمو بقوة.
أوروبا وأمريكا الشمالية تتسابقان لمواكبة التطورات
بدأت أمريكا الشمالية مواكبة التحول نحو استخدام السيارات الكهربائية، حيث ارتفعت المبيعات بنسبة 20% في المكسيك، وازداد الإقبال على السيارات الكهربائية بشكل كبير مع دخول المزيد من الطرازات الصينية ذات الأسعار التنافسية إلى السوق. أما الولايات المتحدة، فقد شهدت ارتفاعاً بنسبة 28% في المبيعات، ويعود ذلك إلى حرص المستهلكين على الاستفادة من الحوافز الحكومية قبل أي تغييرات محتملة في السياسات.
في أوروبا، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 29%، لكن السوق الأوروبية تختلف من دولة لأخرى. السيارات الهجينة القابلة للشحن لم تحقق سوى زيادة طفيفة بنسبة 2%، بينما شهدت فرنسا انخفاضاً حاداً بنسبة 48% بعد فرض ضريبة جديدة تستند إلى وزن السيارة، مما يبرز التأثير الكبير للسياسات الحكومية على توجهات المستهلكين.
يشير هذا الارتفاع العالمي في مبيعات السيارات الكهربائية إلى تحول جذري في صناعة السيارات. مع تصدر الصين للمشهد، وسرعة مواكبة أمريكا الشمالية للتغيير، وتكيف الأسواق الأوروبية مع تغييرات السياسات، يبدو أن السيارات الكهربائية أصبحت القوة الدافعة لمستقبل أكثر استدامة.
