- بين زجاج عادي ودرع خفي
- أولًا: ماذا يفعل الزجاج "العادي" في السيارة؟
- ثانيًا: من "مضاد للرصاص" إلى "مقاوم للرصاص" – الفرق في التعريف
- ثالثًا: كيف يُصنع زجاج السيارات المصفح ضد الرصاص؟
- 1. تشابه مع زجاج الأمام… لكن بسماكات وطبقات أكبر
- 2. مبدأ "تصدي الكرة" – امتصاص الطاقة لا صدّها فقط
- رابعًا: الطبقات الداخلية – تنحني لكنها لا تنكسر
- خامسًا: التحديات – الوزن، السمك، والرؤية
- 1. الوزن الضخم
- 2. تأثير السمك على الرؤية
- 3. محاولات لتخفيف الوزن
- سادسًا: الزجاج المصفح كجزء من منظومة التدريع الكاملة
- نقاط أساسية حول زجاج السيارات المصفح ضد الرصاص
زجاج السيارات المصفح ضد الرصاص هو نتاج هندسة معقدة تجمع بين طبقات متعددة من الزجاج والبلاستيك لتشكيل درع شفاف قادر على امتصاص طاقة الرصاصة بدلًا من السماح لها باختراق المقصورة. ورغم أن الناس يطلقون عليه عادةً اسم "زجاج مضاد للرصاص"، فإن المصطلح الأدق تقنيًا هو "زجاج مقاوم للرصاص" لأن قدرته تختلف حسب العيار ونوع السلاح والمعيار الصناعي المستخدم.

بين زجاج عادي ودرع خفي
عند التفكير في سلامة السيارات، يتجه التركيز غالبًا إلى أنظمة الوسائد الهوائية والهيكل وأنظمة المساعدة الإلكترونية، بينما يظل الزجاج عنصرًا "مسلّمًا به" رغم أن دوره يتجاوز مجرد الرؤية. الزجاج المستخدم في السيارات اليوم هو نتيجة هندسة حرارية وكيميائية معقدة توازن بين الصلابة، والمرونة، وتقليل الضوضاء، وحماية الركاب من الحطام والأشعة فوق البنفسجية.
عندما تنتقل إلى عالم السيارات المصفحة، يتضاعف هذا التعقيد؛ إذ يجب أن يتحمل الزجاج قوى باليستية أعلى بكثير من الاستخدام العادي، مع الحفاظ في الوقت نفسه على الشفافية وقابلية التركيب في هيكل السيارة.
أولًا: ماذا يفعل الزجاج "العادي" في السيارة؟
حتى قبل الحديث عن التصفية والتدريع، الزجاج في السيارات القياسية ليس قطعة زجاج بسيطة:
الزجاج الجانبي والخلفي (Tempered Glass):
يُسخَّن حراريًا إلى أكثر من 600 درجة مئوية أثناء التصنيع.
يصبح أقوى من الزجاج العادي بأربع إلى خمس مرات، وينكسر إلى شظايا صغيرة تقلل خطر الإصابة للركاب.
زجاج الأمام (Laminated Windshield):
عبارة عن طبقتين من الزجاج وبينهما طبقة من راتنج PVB (Polyvinyl Butyral).
لا يتفتت بالكامل عند الاصطدام، بل يتشقق مع بقاء الطبقة الوسطى ممسكة بالشظايا.
يساهم في صلابة الهيكل، ويضمن سلامة عمل الوسائد الهوائية الأمامية التي تصطدم بالزجاج عند الانتفاخ.
هذه التقنيات هي الأساس الذي يُبنى عليه مفهوم الزجاج المقاوم للرصاص في السيارات المصفحة.

ثانيًا: من "مضاد للرصاص" إلى "مقاوم للرصاص" – الفرق في التعريف
مصطلح "زجاج مضاد للرصاص" شائع الاستخدام، لكنه غير دقيق تقنيًا:
لا يوجد زجاج يمكنه أن يكون "مضادًا" لجميع أنواع الرصاص بشكل مطلق.
تختلف القدرة على الإيقاف حسب:
نوع السلاح.
عيار الذخيرة.
سرعة المقذوف.
عدد الطلقات والزوايا.
هناك معايير صناعية مثل UL 752 تحدد مستويات المقاومة، بناءً على اختبارات لإطلاق نار محددة على تركيبات من الزجاج والراتنج والبوليمرات. لهذا يفضّل المصنعون استخدام مصطلح "Bullet‑Resistant" أو "مقاوم للرصاص" بدلًا من "Bulletproof".
ثالثًا: كيف يُصنع زجاج السيارات المصفح ضد الرصاص؟
1. تشابه مع زجاج الأمام… لكن بسماكات وطبقات أكبر
زجاج السيارات المقاوم للرصاص يتبع نفس فكرة الزجاج الأمامي المصفح، لكنه يأخذها إلى مستوى أعلى:
الزجاج التقليدي للسيارة يكون بسماكة تقارب 3 ملم.
الزجاج المقاوم للرصاص قد يصل إلى سماكات تتجاوز 39 ملم أو أكثر.
يتكون من:
طبقات متعددة من الزجاج.
طبقات من البولي كربونات Polycarbonate أو الأكريليك Acrylic.
طبقات لاصقة (راتنجات) تربط المكونات معًا.

2. مبدأ "تصدي الكرة" – امتصاص الطاقة لا صدّها فقط
وظيفة الزجاج المصفح ليست "رد الرصاصة" كما لو اصطدمت بجدار صلب، بل:
الطبقة الخارجية الصلبة (زجاج أو أكريليك) تستقبل الضربة الأولى، فتتسبب في تشويه الرصاصة وتقليل سرعتها.
الطبقات الداخلية الأكثر ليونة تعمل كشبكة تمتص الزخم وتوزعه على مساحة أكبر.
تتكسر أو تنثني بعض الطبقات، لكن البنية الكاملة تبقى متماسكة لتحمي من الاختراق.
يشبه الأمر لاعبًا يمتلك "يدين ناعمتين" في كرة القدم الأمريكية أو الهوكي، يمتص الكرة أو القرص بدل أن يرتد بقوة.
رابعًا: الطبقات الداخلية – تنحني لكنها لا تنكسر
رغم اختلاف تركيبات الشركات، إلا أن فلسفة التصميم واحدة تقريبًا:
الطبقات الداخلية أكثر مرونة من الطبقات الخارجية.
عند اختراق الطبقة الأولى جزئيًا، تنحني الطبقات المتوسطة وتتصرف مثل شبكة أمان.
كل طبقة:
تقلل من سرعة المقذوف.
تنشر الطاقة على مساحة أكبر.
تُسهم في إيقاف الرصاصة قبل وصولها إلى المقصورة.
هذه البنية تتيح للزجاج أن يتحمل أكثر من طلقة في بعض الحالات، لكن مع كل إصابة يتغير مستوى الحماية وفقًا لنوع الطلقات وزاوية الاصطدام.
خامسًا: التحديات – الوزن، السمك، والرؤية
1. الوزن الضخم
استخدام طبقات متعددة وبسماكات كبيرة يفرض تحديات كبيرة:
وزن الزجاج الأمامي القياسي في السيارات العادية يقارب 25 رطلاً فقط.
زجاج أمامي مصفح قادر على تحمل طلقات من عيارات عالية قد يصل وزنه إلى 500 رطل تقريبًا.
هذا الفارق الهائل يفرض:
تدعيم هيكل السيارة.
تعديل المفصلات والإطارات.
حساب تأثير الوزن على مركز الثقل والأداء الديناميكي.
2. تأثير السمك على الرؤية
زيادة الطبقات قد تؤثر على:
نقاء الرؤية من بعض الزوايا.
تشوه خفيف في الصورة عند النظر بزاوية حادة عبر الزجاج.
لذلك تعمل الشركات دائمًا على موازنة:
مستوى الحماية المطلوب.
جودة الرؤية.
السمك والوزن المقبولين.
3. محاولات لتخفيف الوزن
مع تطور المواد، ظهرت:
تركيبات جديدة تستخدم بوليمرات متقدمة أخف وزنًا.
تصاميم تسمح بإعادة استخدام الزجاج المصفح في أكثر من سيارة (قابليّة للنقل بين مركبات).
هذا التطور مهم خصوصًا للجهات الأمنية الخاصة وشركات نقل الشخصيات الهامة التي تحتاج إلى مزيج من الحماية والمرونة التشغيلية.
سادسًا: الزجاج المصفح كجزء من منظومة التدريع الكاملة
زجاج السيارة المقاوم للرصاص هو عنصر واحد فقط من حزمة متكاملة للسيارات المصفحة:
الهيكل غالبًا يُدعّم بفولاذ مصفح أو مواد مركّبة باليستية.
الأبواب والأرضية والسقف يحتاجون إلى حماية متكاملة تتناسب مع مستوى الزجاج.
أنظمة التعليق والمكابح تُعدّل لتحمل الوزن الإضافي للدرع والزجاج.
تصميم سيارة مصفحة كاملة يُعتبر "رحلة هندسية" مستقلة، بداية من أولى سيارات الرؤساء في التاريخ وصولًا إلى سيارات دفع رباعي فاخرة مثل فولفو XC60 وXC90 التي حوّلتها الشركة إلى نسخ مصفحة بالكامل مع الحفاظ على صورتها كسيارات عائلية راقية.
نقاط أساسية حول زجاج السيارات المصفح ضد الرصاص
ليس نوعًا واحدًا، بل مجموعة طبقات وتركيبات تختلف حسب معيار الحماية المطلوب.
يعتمد على نفس مبدأ الزجاج الأمامي المصفح القياسي لكن بسماكات ومواد أكثر تعقيدًا.
يعمل على امتصاص طاقة الرصاصة وتشويهها، وليس مجرد صدّها كما يحدث مع الفولاذ.
يواجه تحديات في الوزن، والرؤية، ومتطلبات تقوية هيكل السيارة.
يتطور باستمرار مع ظهور مواد أخف وزنًا وأكثر كفاءة في حماية الركاب.
