- عودة فيات إلى ساحة السوبر ميني
- منظومات الدفع المتاحة: من البنزين إلى الكهرباء
- تصميم خارجي يمزج الماضي بالمستقبل
- مقصورة مرحة وعملية تتجاوز توقعات “السيارة الاقتصادية”
- خامات وأجواء
- قمرة رقمية على شكل “حبّة دواء”
- الراحة والاستخدام اليومي
- المساحة الداخلية
- على الطريق: خفيفة في المدينة… كافية على الطرق السريعة
- التوجيه والعفشة
- أداء المحرك الهجين الخفيف 1.2
- أنظمة السلامة والمساعدة: ما لها وما عليها
- الأسعار والمنافسون في أوروبا (مثال اليونان)
- ميزانية بعقل… وبشخصية
عودة فيات إلى ساحة السوبر ميني
لسنوات طويلة سيطرت فيات على فئة A الأوروبية عبر الثنائي 500 وباندا، لكن غياب بونتو عن فئة B منذ 2018 ترك فجوة واضحة في تشكيلة الشركة. هذه الفجوة بدأت تُملأ مع ظهور غراندي باندا في 2024، كسوبر ميني اقتصادية تسير على الخط الفاصل بين هاتشباك وكروس أوفر، مبنية على بنية Stellantis Smart Car المشتركة مع سيتروين C3 وبعض طرازات C3 Aircross وأوبل فرونتيرا.
بطول 3,999 مم تقريباً، تدخل غراندي باندا في منافسة مباشرة مع داسيا سانديرو ستب واي وسيتروين C3 وغيرها من الهاتشباك ذات الطابع الكروس أوفر، لكنها تراهن على تصميم ذكي مليء بالتفاصيل وإحساس عاطفي يعيد إحياء روح باندا الأصلية من الثمانينيات بطريقة عصرية.
![]()
منظومات الدفع المتاحة: من البنزين إلى الكهرباء
مثل معظم الطرازات الصغيرة في مجموعة ستيلانتيس، تأتي غراندي باندا بثلاثة خيارات رئيسية لمنظومة الدفع:
بنزين تقليدي بمحرك غير مكهرب مع ناقل يدوي.
نظام هايبرد خفيف (Mild‑Hybrid) مع ناقل أوتوماتيكي eDCT من 6 سرعات، وهو محور هذه التجربة.
نسخة كهربائية بالكامل تستهدف من يريد قيادة خالية من الانبعاثات في المدن الأوروبية.
حالياً جميع النسخ تعتمد على الدفع الأمامي، لكن فيات تخطط لتقديم نسخة دفع رباعي في وقت لاحق لإرضاء عشاق شخصية باندا 4×4 التاريخية.
السيارة التي خضعت للاختبار هي فيات غراندي باندا هايبرد 2025 من فئة La Prima الأعلى تجهيزاً، باللون Lago Blue، مع محرك 1.2 لتر تيربو ثلاثي الأسطوانات ومنظومة هجينة خفيفة.
![]()
تصميم خارجي يمزج الماضي بالمستقبل
نجح فريق تصميم فيات في تقديم واحدة من أكثر سيارات الميزانية تميزاً من حيث الشكل:
هيكل مربع نسبياً مع ارتفاع ملحوظ عن الأرض وكسوة بلاستيكية حول الأقواس يمنح السيارة مظهراً كروس أوفر عملياً وجذاباً.
سكِيد بلايت أمامي وخلفي بتشطيب يشبه الألمنيوم، مع جنوط 17 إنش قياسياً في فئة La Prima، يعزّزان الإحساس بالصلابة والجاهزية للمغامرات الخفيفة.
مصابيح أمامية وخلفية بتصميم LED “بيكسل” يحاكي نوافذ مصنع لينغوتو التاريخي في تورينو، في إشارة ذكية لهوية العلامة.
التفاصيل الصغيرة تملأ التصميم: كلمة “Panda” منقوشة على الأبواب، ومتكررة ثلاثية الأبعاد على باب الصندوق الخلفي، مع عودة شعار فيات المخطط القديم على الرفارف وعمود C والصدام الخلفي. خلال تجربة السيارة لفتت أنظار الكثير من المارة، الذين تعرّفوا عليها فوراً كفيات، ما يثبت أن التصميم الجيد هو أقوى أدوات التسويق حتى على منصة مشتركة.
![]()
مقصورة مرحة وعملية تتجاوز توقعات “السيارة الاقتصادية”
خامات وأجواء
رغم أن معظم الأسطح الداخلية من البلاستيك الصلب، إلا أن فيات استخدمت خامات مستدامة وألواناً ذكية لتفادي الإحساس بالرخص:
لوحة عدادات بتطعيم من ألياف الخيزران (Bamboo‑fiber) حصرية لفئة La Prima، تمنح انطباعاً منعشاً كأنك في طريقك دائماً إلى شاطئ المتوسط.
ألوان فاتحة ومبهجة في جميع أنحاء المقصورة، تجعلها أكثر رحابة بصرياً وتعطي انطباعاً حيوياً.
قمرة رقمية على شكل “حبّة دواء”
أحد أبرز عناصر الشخصية الداخلية هو التصميم “حبّي الشكل” (pill‑shaped) للكتلة التي تضم العدادات والشاشة:
استلهام من المضمار البيضاوي على سطح مصنع لينغوتو، مع مجسّم صغير لباندا الجيل الأول داخل شريط شفاف مائل إلى الأصفر.
عدادات رقمية بقياس 10 إنش، مع شاشة ترفيه معلوماتي 10.25 إنش، تُستبدل بحامل هاتف في فئة Pop الأساسية لتقليل الكلفة.
![]()
الراحة والاستخدام اليومي
مقاعد مريحة بتصميم عصري ودعم جيد، تناسب الجلوس لفترات متوسطة داخل المدينة.
أزرار فيزيائية للتحكم بالمكيف على الكونسول الوسطي، ما يجعل التعامل مع التكييف بسيطاً وآمناً أثناء القيادة.
العيب الأساسي هو البلاستيك الأسود اللامع على الكونسول، الذي يُظهر الخدوش والبصمات بسرعة ويخفض من الانطباع العام للجودة.
من ناحية العملية، توفر غراندي باندا عدداً كبيراً من أماكن التخزين، لكن كان من الأفضل لو حصل رف التابلوه على تغطية مطاطية لمنع انزلاق الأغراض الصغيرة مع كل منعطف.
المساحة الداخلية
على الرغم من أبعادها المدمجة (أقل من 4 أمتار طولاً)، فإن السيارة تتعامل مع المساحة بكفاءة:
تتسع لأربعة بالغين براحة، ويمكن أن تحمل خمسة في الرحلات القصيرة.
مساحة جيدة للرأس والأرجل في الخلف بالنسبة لفئة B.
صندوق أمتعة بسعة 412 لتر، وهو رقم قوي في هذه الفئة من الهاتشباك الكروس أوفر.
على الطريق: خفيفة في المدينة… كافية على الطرق السريعة
تعتمد غراندي باندا على منصة Smart Car من ستيلانتيس، وهي منصة اقتصادية طُورت أساساً للأسواق الناشئة مثل الهند وأمريكا الجنوبية، وتختلف عن منصة CMP/eCMP المستخدمة في طرازات أخرى من المجموعة.
![]()
التوجيه والعفشة
التوجيه فائق الخفة عند التوقف والسرعات المنخفضة، في تذكير بوضعية “City” الشهيرة في سيارات فيات القديمة.
يزداد وزن المقود قليلاً مع ارتفاع السرعة، لكنه يحتفظ برشاقته داخل المدينة ويجعل توجيه السيارة في الشوارع الضيقة أمراً سهلاً.
نظام التعليق يوفر توازناً جيداً بين الراحة والرشاقة؛ ملمح “المنصة الاقتصادية” يظهر فقط عند مواجهة حفر كبيرة أو مطبات حادة حيث يقل مستوى الصقل مقارنة بالمنافسين الأغلى.
أداء المحرك الهجين الخفيف 1.2
المحرك الثلاثي الأسطوانات بسعة 1.2 لتر تيربو مع المنظومة الهجينة الخفيفة وناقل eDCT يقدم توليفة مقنعة:
قدرة مجمّعة حوالي 109 حصان وعزم 205 نيوتن متر، مع تسارع إلى 100 كم/س في حوالي 10 ثوانٍ وسرعة قصوى تقارب 160 كم/س.
المحرك الكهربائي المدمج في القير يساعد على الانطلاق بسلاسة ويملأ “الفجوات” بين التعشيقات خاصة في المناورات بسرعات منخفضة.
الميزة الأهم مقارنة بالنسخة غير المكهربة هي انخفاض استهلاك الوقود وهدوء المقصورة بشكل ملحوظ.
البطارية الصغيرة بسعة 0.9 كيلوواط ساعة لا تجعل التأثير في مستوى هجائن كاملة مثل تويوتا ياريس، لكنها تحسّن التجربة العامة وتُشعرك بأن السيارة “أكثر نضجاً” من محرك بنزين صرف.
على الطرق السريعة، تُعد غراندي باندا خطوة واضحة للأعلى مقارنة بـPandina الأصغر والأقدم، مع مستوى ضوضاء رياح وإطارات مقبول لا يفسد الرحلات الطويلة.
أنظمة السلامة والمساعدة: ما لها وما عليها
من الملاحظات السلبية خلال الاختبار:
الإنذارات المتكررة من أنظمة السلامة مثل تحذير السرعة يمكن أن تكون مزعجة، رغم إمكانية إيقافها بزر على الكونسول، لكن يجب تكرار الإجراء بعد كل تشغيل للمحرك.
غياب أنظمة مساعدة متقدمة مثل مثبت السرعة المتكيف حتى في فئة La Prima الأعلى تجهيزاً، وهو نقص واضح في 2025 على سيارة جديدة.
مع ذلك، تحتفظ السيارة بمجموعة جيدة من أنظمة السلامة الأساسية القياسية المتوقعة في هذه الفئة، ما يجعلها مناسبة للاستخدام الحضري والأسري الخفيف.
![]()
الأسعار والمنافسون في أوروبا (مثال اليونان)
في السوق اليونانية التي اختُبرت فيها السيارة، تبدو غراندي باندا منافسة جداً من ناحية السعر:
Grande Panda Pop بنزين/قير عادي: من حوالي 16,990 يورو، لتكون واحدة من أرخص سيارات فئة B، قريبة جداً من داسيا سانديرو ستب واي (16,890 يورو تقريباً) وأرخص قليلاً من سيتروين C3 (حوالي 17,300 يورو).
نسخة الهايبرد الخفيف الأوتوماتيكية: تبدأ من حوالي 21,077 يورو، وهي نقطة سعر منطقية لما تقدمه من كفاءة وتجهيز.
La Prima هايبرد (سيارة الاختبار): بسعر يقارب 24,677 يورو، مع تجهيز كامل وشخصية بصرية لافتة.
La Prima الكهربائية بالكامل: الأعلى سعراً بحوالي 28,877 يورو قبل احتساب الحوافز الحكومية.
إلى جانب سانديرو ستب واي وسيتروين C3، تواجه غراندي باندا منافسين غير مباشرين في نفس النطاق السعري مثل سيات إبيزا وسكودا فابيا (نسخ البنزين)، إضافة إلى كيا ستونيك كـSUV صغيرة بسعر قريب. لمن يريد مساحة أكبر، يبرز سيتروين C3 Aircross كخيار مغرٍ، وكذلك داسيا داستر الأكثر خشونة التي تبدأ من حوالي 20,500 يورو.
ميزانية بعقل… وبشخصية
تظهر غراندي باندا كنوع السيارة الذي تحتاجه فيات لتعزيز صورتها في أوروبا:
سعر معقول يضعها ضمن أوائل خيارات من يبحث عن سيارة جديدة بدلاً من مستعملة.
عملية واضحة في الاستخدام اليومي، مع مقصورة رحبة نسبياً وصندوق عملي.
تصميم يحمل شخصية كافية لتبرز وسط زحام الهاتشباك والكروس أوفر الصغيرة، مع هوية “فيات” واضحة رغم المنصة المشتركة مع سيتروين.
نعم، تظهر طبيعتها الاقتصادية في خامات المقصورة ومستوى الصقل على السرعات العالية، لكن في البيئة الحضرية تلمع، إذ تشعر بأنها مريحة، مرحة، وسهلة القيادة. نسخة الهايبرد الخفيف تبدو “النقطة الذهبية” في التشكيلة، بين أرخص بنزين/قير عادي والنسخة الكهربائية المتخصصة، ما يجعلها الخيار المنطقي لمعظم المشترين.
