- من مقعد المتفرّج إلى مقعد صناعة القرار
- من هي هاتون بوشناق؟ سيرة مهنية في قلب صناعة السيارات
- جائزة “سيدة العام في قطاع السيارات”: ماذا تعني حقًا؟
- كيف ساهمت هاتون في تغيير صورة نيسان في السعودية؟
- المرأة السعودية وقطاع السيارات: سياق تاريخي لما قبل الجائزة وبعدها
- نقاط قوة هاتون بوشناق كقائدة في قطاع السيارات
- ماذا تعني هذه الجائزة لشركات السيارات الأخرى؟
- خاتمة: جائزة لامرأة… أم لمرحلة كاملة؟
من مقعد المتفرّج إلى مقعد صناعة القرار
قبل سنوات قليلة فقط، كان حضور المرأة السعودية في قطاع السيارات محدودًا إلى حدٍّ كبير، يقتصر غالبًا على دور المستهلكة أو المتفرجة على عالم تصنعه وتديره أسماء رجالية في الغالب. اليوم، تنعكس الصورة تدريجيًا؛ نساء على منصات الجوائز، وأسماء سعودية تتصدر مشاهد الإدارة والتسويق والاتصال في كبريات العلامات العالمية.
وسط هذا التحول، يبرز اسم هاتون بوشناق كإحدى أبرز القصص الملهمة؛ مديرة عامة للاتصال المؤسسي في نيسان العربية السعودية، وحاملة لقب “سيدة العام في قطاع السيارات”، لتصبح نموذجًا حيًا على أن هذه الصناعة ليست حكرًا على الرجال، وأن مسارات النجاح فيها تتسع للخبرة، والموهبة، والرؤية – بغض النظر عن الجنس.
![]()
من هي هاتون بوشناق؟ سيرة مهنية في قلب صناعة السيارات
هاتون بوشناق ليست مجرد وجه إعلامي لنيسان في السعودية، بل هي واحدة من القيادات التنفيذية التي تعمل خلف الكواليس لصياغة صورة العلامة اليابانية في السوق المحلي والإقليمي.
انطلاقًا من خلفية أكاديمية ومهنية جمعت بين المعرفة العلمية والمهارات الاتصالية، شقت طريقها داخل قطاع السيارات حتى وصلت إلى منصب المدير العام للاتصال المؤسسي والعلاقات العامة في نيسان العربية السعودية، لتقود من موقعها ملفات حيوية مثل:
بناء السمعة المؤسسية للعلامة في المملكة والمنطقة.
إدارة التواصل مع الإعلام، وشركاء الأعمال، والجهات الرسمية ذات الصلة.
قيادة الحملات التوعوية والاجتماعية التي تنفذها الشركة، خصوصًا الموجهة للمرأة والشباب.
تمثيل الشركة في الفعاليات والمنتديات المتخصصة في قطاع السيارات والتسويق والاتصال.
بهذا المسار، تحوّلت هاتون إلى أحد الأصوات المؤثرة في رسم علاقة نيسان مع المجتمع السعودي، وإلى نموذج لقيادة نسائية سعودية تعمل في قلب صناعة السيارات لا على هامشها.
جائزة “سيدة العام في قطاع السيارات”: ماذا تعني حقًا؟
حين يُعلن عن فوز شخصية بلقب “سيدة العام في قطاع السيارات”، قد يبدو للبعض أنه مجرد تكريم شخصي عابر، أو فقرة بروتوكول ضمن حفل جوائز مزدحم بالأسماء والألقاب. لكن في حالة هاتون بوشناق، يأخذ هذا اللقب دلالة أوسع بكثير، يمكن تفكيكها على أكثر من مستوى:
اعتراف رسمي بدور المرأة السعودية في قطاع كان ذكوريًا بامتياز لسنوات طويلة.
تأكيد على أن قادة الاتصال المؤسسي يمكن أن يكونوا شركاء حقيقيين في صناعة نجاح العلامة، لا مجرد “قسم مساعد”.
رسالة موجّهة إلى المواهب النسائية الشابة مفادها: إن قطاع السيارات ليس خارج نطاق طموحاتكن، بل ساحة مفتوحة للابداع والقيادة.
الجائزة إذًا ليست مجرد درع أو شهادة، بل مؤشر على نضج المنظومة التي تمنحها، وعلى استعدادها لتبني سردية جديدة ترى في التنوع قيمة مضافة، لا استثناءً تجميليًا.
![]()
كيف ساهمت هاتون في تغيير صورة نيسان في السعودية؟
العمل في الاتصال المؤسسي يشبه وضع خيوط غير مرئية تربط بين ما تفعله الشركة وما يشعر به الناس تجاهها. في هذا السياق، يمكن رصد عدد من المحاور التي لعبت فيها هاتون دورًا رئيسيًا في نيسان السعودية (بحسب ما يتداول إعلاميًا وتصريحات الشركة):
حملات اجتماعية وإنسانية
قيادة مبادرات توعوية مرتبطة بالصحة والمجتمع، مثل فعاليات التوعية بسرطان الثدي الموجهة للموظفات وشركاء نيسان من السيدات.
تسليط الضوء على قضايا قريبة من المرأة السعودية، وربط رسالة العلامة بعناوين إنسانية تتجاوز بيع السيارات.
تجارب وعروض ميدانية
المشاركة في تنظيم فعاليات ميدانية تعزز ارتباط العملاء بالعلامة، مثل تجارب القيادة في مناطق سياحية وتراثية داخل المملكة.
تقديم نيسان بوصفها جزءًا من تجربة سفر واكتشاف، وليس مجرد وسيلة نقل من نقطة إلى أخرى.
ربط العلامة برؤية 2030
مواءمة رسائل نيسان في المملكة مع مستهدفات رؤية 2030، خاصة في محاور تمكين المرأة، ودعم المواهب الوطنية، وتطوير قطاعات جديدة.
إبراز قصص نجاح سعودية داخل الشركة نفسها، لتكون نيسان في السعودية حاضنة للمواهب وليست مجرد فرع مبيعات.
بهذه الأدوار، لا يعود مستغربًا أن يرتبط اسم هاتون بقرارات استراتيجية في الاتصال أكثر من ارتباطه بظهور إعلامي عابر.
المرأة السعودية وقطاع السيارات: سياق تاريخي لما قبل الجائزة وبعدها
لزيادة عمق المقال التحريري، من المهم وضع قصة هاتون في سياق أوسع يتعلق بدور المرأة السعودية في قطاع السيارات:
ما قبل 2018:
المرأة السعودية محرومة من قيادة السيارة رسميًا، وحضورها في قطاع السيارات شبه محصور في مجالات التسويق الخفيف أو الإداريات خلف المكاتب، إن وجد.
صورة صناعة السيارات في المملكة مرتبطة في الذهن بالوكالات، ومراكز الخدمة، ومعارض السيارات، وهي فضاءات يغلب عليها طابع رجالي.
ما بعد السماح بالقيادة:
توسع غير مسبوق في شريحة السائقات، ما فتح أمام العلامات العالمية سوقًا جديدة بالكامل للنساء كسائقات، لا كمرافقات.
دخول نساء سعوديات إلى مجالات المبيعات، وخدمة العملاء، والتسويق، وحتى الإدارة العليا في شركات السيارات.
ظهور جوائز ومبادرات تكرّم السيدات المؤثرات في هذه الصناعة، ضمن موجة أوسع لتمكين المرأة في مجالات كانت مغلقة سابقًا.
فوز هاتون بوشناق بلقب “سيدة العام في قطاع السيارات” يأتي إذًا كحلقة في سلسلة أطول من التحولات التي تعيشها المملكة، لا كحدث منفصل.
نقاط قوة هاتون بوشناق كقائدة في قطاع السيارات
من منظور تحريري، يمكن إبراز “مواصفات” هاتون بصيغة نقاط كما لو كنا نتحدث عن مميزات سيارة، لكن بلغة بشرية مهنية:
خبرة عميقة في الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة، وقدرة على صياغة رسائل متسقة تعكس هوية العلامة.
فهم مزدوج للسياق المحلي السعودي وللغة العلامات العالمية، مما يجعلها حلقة وصل مثالية بين المركز العالمي للشركة والسوق المحلية.
حضور قيادي واضح في الفعاليات والاجتماعات، مع قدرة على تمثيل الشركة أمام الإعلام والجهات الرسمية والجمهور العام.
التزام قوي بمفاهيم التنوع والشمول (Diversity & Inclusion)، وتحويل هذه المفاهيم من شعارات إلى برامج ومبادرات داخل بيئة العمل.
قدرة على توظيف قصص النجاح الفردية (ومن ضمنها قصتها هي نفسها) لبناء سردية إيجابية حول دور المرأة السعودية في القطاعات الحديثة.
هذه العناصر يمكن تقديمها للقراء كـ “عوامل تميّز” تجعل من هاتون حالة تستحق المتابعة، لا مجرد اسم مرّ في خبر جوائز.
ماذا تعني هذه الجائزة لشركات السيارات الأخرى؟
نجاح حكاية مثل حكاية هاتون بوشناق يحمل رسائل غير مباشرة لبقية اللاعبين في السوق:
من يهمل المواهب النسائية السعودية اليوم يخسر نصف إمكاناته البشرية في سوق تتغير بسرعة.
من يعتبر الاتصال المؤسسي “وظيفة ثانوية” قد يكتشف أن صورته في أذهان الناس متأخرة بخطوتين عن منافسيه.
من لا يربط استراتيجياته برسالة رؤية 2030 وتمكين المرأة والشباب سيجد نفسه خارج إيقاع التحولات الجارية في المملكة.
بهذا المعنى، يمكن قراءة الجائزة كجرس تنبيه ناعم لبقية الشركات: الاستثمار في القيادات النسائية المحلية ليس واجبًا اجتماعيًا فقط، بل هو قرار عمل ذكي أيضًا.
خاتمة: جائزة لامرأة… أم لمرحلة كاملة؟
عند النظر بتمعّن، يمكن القول إن لقب “سيدة العام في قطاع السيارات” الذي تُوِّجت به هاتون بوشناق لا يحتفي بشخصها فقط، بل يختزل مرحلة كاملة تعيشها السعودية؛ مرحلة تنتقل فيها المرأة من صف المتلقّي إلى منصة صانع القرار، ومن خانة “الاستثناء” إلى خانة “القاعدة الجديدة”.
قصة هاتون تصلح أن تكون مادة غنية لمحرري السيارات في المنطقة، لأنها تربط بين عالم المنتجات (السيارات) وعالم البشر (القيادات والكوادر)، وتفتح نافذة مختلفة على قطاع طالما قُدّم في الإعلام من زاوية المواصفات والأرقام وحدها. واليوم، يضيف اسمٌ سعوديٌّ نسائيٌّ بعدًا إنسانيًا جديدًا لهذه الصناعة، قد يكون في حد ذاته أهم من أي حصان إضافي تحت الغطاء.

