تستعد ماكلارين اليوم لتحويل سياراتها إلى سيارات هجينة أو كهربائية بالكامل، بدعم من مستثمرين من الإمارات العربية المتحدة، وشراكة جديدة مع الشركة الصينية الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية نيو (NIO). وستستفيد ماكلارين من التكنولوجيا المتطورة المستخدمة في صناعة بطاريات نيو، مع استعدادها للدخول في عالم سيارات اس يو في الكهربائية الخارقة، في إطار تغيير جذري يسلط الضوء على التحول الكبير في عالم السيارات اليوم.
وتأتي هذه الشراكة نتيجةً لوجود مستثمر مشترك بين الشركتين، ألا وهو صندوق CYVN المملوك من حكومة أبوظبي، ويعدّ المساهم الأكبر في شركة نيو، بعد استثمار بقيمة 3.3 مليار دولار فيها عام 2023، ما منحه حصة تبلغ 20.1%. ثم في أكتوبر 2024، استحوذ CYVN بشكل كامل على أعمال ماكلارين في مجال السيارات، بعد شرائها من صندوق ممتلكات السيادي البحريني.
بحسب تقرير أصدرته الوسيلة الإعلامية Yiou، ستقوم NIO بتطوير حزمات بطاريات خصيصاً لموديلات ماكلارين القادمة الهجينة. وستتم صناعة هذه البطاريات باستخدام خلايا NIO الأسطوانية الكبيرة من نوع 4680، وهي تقنية مشابهة لتلك التي تستخدمها شركة تسلا. وتعمل الشركة الآن على تطوير حزمة بطارية بسعة حوالي 10 كيلوواط/ساعة للطرازات الهجينة، مع توقّع بدء الإنتاج المحدود في العام المقبل. ومن المتوقع تسليم أول نموذج اختباري من هذه البطارية إلى ماكلارين في الشهر القادم، ما يشير إلى وتيرة تطوير سريعة.
يعكس هذا التعاون مواءمة استراتيجية أوسع نطاقاً نظمتها CYVN. في أوائل عام 2024، وقعت NIO اتفاقية ترخيص تقنية مع Forseven، وهي شركة ناشئة أخرى للسيارات الكهربائية مدعومة من CYVN ومقرها المملكة المتحدة. كما ورد أن Forseven تشارك في تطوير أنظمة بطاريات متقدمة بالتعاون مع NIO، بما في ذلك حزمة بطارية 120 كيلووات في الساعة باستخدام خلايا أسطوانية من نوع 46105.
يجدر الذكر أيضاً أنه في حين أن NIO كانت تخطط في البداية لاستخدام هذه البطارية عالية السعة في سيارة السيدان الرائدة ET9 الخاصة بها، فقد انتهى الأمر بالطراز بحزمة 100 كيلو وات في الساعة مقدمة من CATL. ومع ذلك، يتم الآن إحياء مشروع 46105 بفضل مساهمة CYVN مع خطط للإنتاج الضخم من قبل Eve Energy أو Foxconn.
تأتي هذه الموجة من ابتكارات البطاريات في وقت تستعد فيه McLaren لفتح آفاق جديدة مع أول سيارة SUV كهربائية على الإطلاق، مما يشير إلى انحراف كبير عن تشكيلة سياراتها الخارقة التقليدية فقط. إنه لأمر مؤسف أن نرى سيارات ماكلارين الأسطورية تموت، ولكن على الشركة مواكبة موجة التطور الذي يركبها عالم السيارات اليوم، وإلا لن تنجو.
مع تحول الطلب الاستهلاكي العالمي نحو سيارات الكروس أوفر والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات الكهربائية، يعكس توجه ماكلارين نحو قطاع السيارات الكهربائية متعددة الاستخدامات ضرورةً سوقيةً وفرصةً تكنولوجيةً في آنٍ واحد، لا سيما بدعم من شركة نيو.
وفي الوقت نفسه، تُطوّر نيو أيضاً أبحاثها وتطويرها في مجال البطاريات، بالتعاون مع شركة كاتل لإنتاج بطارية بقدرة 85 كيلوواط/ساعة على بنية 900 فولت لمنصة سيارات الجيل الثالث. ستُشارك هذه البطارية كلٌّ من نيو وعلامتها التجارية الاقتصادية أونفو.
ورغم النكسات التي واجهتها نيو في عام 2023، بما في ذلك ضعف المبيعات وتقليص فريق أبحاث وتطوير البطاريات بنسبة 40%، فقد أُعيد إشعال طموحات نيو في مجال البطاريات بفضل الدعم القوي من أصحاب المصلحة في الإمارات العربية المتحدة. ومع وجود ماكلارين الآن تحت رعاية أبوظبي، ومع وجود تقنية البطاريات الصينية في ترسانتها، قد تكون العلامة التجارية البريطانية الشهيرة على أهبة الاستعداد لإعادة تعريف الأداء الفاخر في عصر السيارات الكهربائية.