صراع السماء: شركات السيارات الطائرة الشخصية التي تتحدى المستحيل

منذ أكثر من قرن، أخذ حلم السيارة الطائرة يخطف خيال المخترعين والمهندسين منذ أول براءة اختراع عام 1910. ومع اقتراب عام 2025، صارت الرؤية أقرب إلى الحقيقة مع دخول شركات سبّاقة من هولندا، أمريكا، سلوفاكيا، واليابان ساحة المنافسة. هذا التقرير يستعرض أبرز أربع شركات وعروضها الرائدة، والتحديات التي تواجهها، ومتى يمكننا أخيراً رؤية السيارات الطائرة في حياتنا اليومية.

لماذا لم تصبح السيارات الطائرة منتشرة حتى الآن؟

• التحديات التقنية: حدود المواد، السلامة في الجو، اقتصاد الوقود، التدريب والتشريعات.

• المفاهيم الحديثة تتنوع بين مركبات تقلع عمودياً (VTOL) وطائرات هجينة قابلة للقيادة كسيارات.

• أغلب النماذج تتطلب رخصة طيار وممر طيران وقوانين وتصاريح تأمين وتكلفة مرتفعة.

• السباق أصبح عالمياً بفضل التقنيات الهجينة وخفة المواد الجديدة، لكن العقبات أكبر من مجرد التجربة الميكانيكية.

1. PAL-V Liberty – الجايرو بلين الهولندي الذي يقود ويطير فعلاً

• اسم الشركة والمنشأ: PAL-V من هولندا، تأسست في 2008

• الطراز: Liberty، أول سيارة طائرة مرخصة (جارياً وجواً) تجارياً منذ 2017

• المواصفات:

  • محركان Rotax 912 ثنائي/بنزين للطيران والقيادة

  • على الطريق: سرعة قصوى 160 كم/س، مدى قيادة حتى 1300 كم

  • في الجو: سرعة 180 كم/س، ارتفاع 3500 متر، مدى جوي 400-500 كم

  • التحول من سيارة لطائرة يستغرق أقل من 10 دقائق لكن يلزمك مدرج إقلاع

  • مقعدين، نسخة Pioneer محدودة (90 وحدة)

• القيود: تحتاج رخصة طيار ومدرج صغير، ولا تقلع من الشارع، السعر يبدأ من 400 ألف دولار

• التميّز: أول موديل متاح تجارياً فعلياً في الأسواق الأوروبية والأمريكية.

2. ASKA A5 – الهجين الكهربائي الصاعد بين الأرض والجو

• الشركة والمنشأ: ASKA، أمريكا/اليابان

• الطراز: A5، مركبة VTOL هجينة/قابلة للقيادة برخصة خاصة

• المواصفات:

  • 4 مقاعد، تتحول في الحجم عند القيادة إلى SUV، تقلع عمودياً، تدعم الإقلاع التقليدي أيضاً

  • بطارية 100 ك.و.س مع محرك بنزين إضافي، مدى طيران حتى 250 ميل، سرعة جوية 150 ميل/س

  • 6 مراوح VTOL، مظلة إنقاذ، ونظام طيران–قيادة ذكي

  • المركبة مصممة كتاكسي جوي أكثر من سيارة شخصية

  • السعر: 800 ألف دولار، شهادة FAA للطيران التجريبي

• القيود: أداء القيادة محدود (25 ميل/س فقط)، يحتاج رخصة طيار، الإنتاج لم يبدأ بعد

• التميّز: تلائم بيئة المدينة والضواحي، وتجمع بين الكهرباء والبنزين وصلاحية الطيران العمودي.

3. AeroMobil AM – السيارة الطائرة الحقيقية بجناحين قابليين للطي

• الشركة والمنشأ: AeroMobil من سلوفاكيا

• الطراز: AM بنسختين (مقعدين أو 4 مقاعد)

• المواصفات:

  • محرك توربو هجين بقوة تقريبية 300 حصان

  • على الطريق: سرعة حتى 160 كم/س، مدى 600 ميل

  • في الجو: سرعة 260 كم/س، مدى 740 كم تقريباً

  • التحول من القيادة للطيران في 3 دقائق فقط، جناحان بطول 10 أمتار

  • مظلة إنقاذ، طيار آلي اختياري، تتزود بالبنزين العادي

  • السعر بين 1.3–1.6 مليون دولار

• القيود: رخصة طيار، مدرج طيران، وفحوصات ما قبل الطيران إلزامية

• التميّز: أقرب النماذج للتصميم التقليدي من واقع أفلام الخيال العلمي، حاصلة على تصاريح جزئية للطيران.

4. Alef Model A – الصغيرة الكهربائية التي تقلع كطائرة مسيرة

• الشركة والمنشأ: Alef من كاليفورنيا، أمريكا

• الطراز: Model A، الأرخص بمبلغ 300 ألف دولار

• المواصفات:

  • مقعد واحد فقط، كهربائية بالكامل، تقلع عمودياً عبر 4 مراوح تحت الهيكل

  • على الطريق: مدى 320 كم تقريباً، سرعة قصوى 40 كم/س

  • في الطيران: مدى 177 كم، سرعة 160 كم/س

  • حاصل على تصريح FAA للاختبارات فقط، تسليمات تبدأ بعد 2026

• القيود: بطيئة جداً على الطريق، شكلها أقرب لطائرة بدون طيار، والقيادة تتطلب تدريب طيران خاص

• التميّز: واجهة كهربائية بحتة، الاستخدام الأمثل داخل المدن/المهام المحددة وليس للرحلات السريعة.

المواصفات والمرونة بين القيادة والطيران

"حلم الموظف في 2030"

تخيل صباح العام 2030؛ تقود سارة PAL-V Liberty من المنزل إلى مهبط صغير وتقلع فوق الزحام لرؤية الاجتماع. مارك يطلب ASKA A5 تاكسي جوي من الضاحية. أما جون، الذي اشترى Alef رخيصة، يزحف ببطء وسط المدينة ليكتشف أن ليس كل سيارة طائرة مناسبة للجميع.

أبرز التحديات والتطلعات المستقبلية

• العقبات التنظيمية والتشريعية باقية – معظم السيارات الطائرة حالياً تتطلب ترخيصاً طياراً، تخطيطاً دقيقاً للرحلات، وفحوصات سلامة دقيقة.

• الأسعار تظل ضمن فئة السوبركار الفاخرة، وتكاليف الصيانة والتزود مرتفعة جداً.

• الازدواجية الحقيقية بين سيارة وطائرة ما تزال نادرة—معظم المشاريع تركز على التاكسي الجوي أو الاستخدامات الخاصة.

• بحلول 2030 قد نشهد طفرات في البطاريات وخفة المواد وتوحيد القوانين عالمياً—لكن السيارات الطائرة العامة ما تزال أمامها سنوات من التحديات الجدية.