- النقاط الأبرز في قصة أول سيارة إماراتية
- أوائل السيارات في الإمارات
- سيناريو من الواقع: الأيام الأولى لعالم "المواتر"
- نقاط تميز وتحديات السيارات الأولى
- كيف تغيرت الحياة بعد دخول السيارة؟
منذ قرابة قرن، شهدت أرض الإمارات العربية المتحدة حدثاً فارقاً لم يكن مجرد إضافة وسيلة نقل جديدة بل مثل شرارة انطلاق التحول الحضاري من البساطة والاعتماد على الإبل والسفن إلى عصر الميكانيكا والحداثة. وصول أول سيارة إلى الإمارات لم يكن حدثاً عابراً، بل حمل معه مغامرات وتحديات، وفتح الباب أمام تطور اقتصادي واجتماعي غير مسبوق. في هذا التقرير، نعيد اكتشاف القصة الحقيقية لأول "موتر" دخل البلاد، بمزيج من الروايات الموثقة، صعوبات الطريق، وانطباعات الجيل الأول الذي عايش هذا التغيير الجذري.
النقاط الأبرز في قصة أول سيارة إماراتية
أول سيارة دخلت الإمارات (وتحديداً رأس الخيمة) كانت في عام 1924. جلبها عيسى بن عبد اللطيف السركال من البحرين على سفينة شراعية.
السيارة الأولى كانت من نوع فورد، تتسع لأربعة ركاب فقط وتعمل بمحرك 4 سلندر، وهو ما كان خارج المألوف لسكان المنطقة.
استخدم السركال سيارته في تنقلاته بين المعيريض وشمل في رأس الخيمة، وكرر التجربة بعد أربع سنوات بجلب سيارة إضافية إلى الشارقة.
لم يكن للسيارات أي طرق ممهدة. كانت تسير فوق الرمال والطرق الساحلية الصلبة، وتتم مواجهة الأعطال بالصبر والمعرفة المحدودة بالميكانيكا.
دخول السيارة سرعان ما جذب انتباه الشيوخ والتجار، فبدأت تقارير الشراء والصيانة تزداد وتظهر قطع الغيار لأول مرة في المراسلات الرسمية.
أول سيارة دخلت أبوظبي بحسب المصادر كانت من نوع فورد عام 1936، في عهد الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان.
قصص سيارات "الجييب" البريطانية والـ"دودج" الحمراء تروي مغامرات مماثلة مع حكام الشارقة ورأس الخيمة لاحقاً.
تعددت الروايات حول أول من قاد السيارة فعلياً؛ البعض ينسبه لعيسى السركال، وآخرون لرجال أعمال أو شيوخ كان لديهم القدرة على شراء وتعلم قيادة هذه الآلات الجديدة.
السيارات الأولى كانت مقبولة فقط لطلبة العلم، الجيولوجيين، وبعض البعثات الأجنبية الاستكشافية، ثم تحولت تدريجياً من أداة رفاهية أو ترف إلى ضرورة نقل وربط بين الإمارات والمناطق المجاورة.
أوائل السيارات في الإمارات
سيناريو من الواقع: الأيام الأولى لعالم "المواتر"
في منتصف عشرينيات القرن الماضي، تجمع أطفال وأهالي رأس الخيمة حول السركال وهم يرون "الصندوق الحديد" يتحرك بصوت غريب وسط صحراء لم تعرف إلا وقع سنابك الإبل وهدير الرياح. في يوم مشهود، تعطلت السيارة في الرمال واضطر السركال لجلب الجمال لتسحبها عائدة، لكنه لم يستسلم. بعد إصلاحها عند وصولها لميناء، بات الجميع ينظر إلى السيارة كمعجزة عصرية غيرت مفهوم الأسفار والرحلات إلى الأبد.
نقاط تميز وتحديات السيارات الأولى
الاعتماد الكلي على الذات وابتكار حلول عند الأعطال؛ كانت معظم الإصلاحات تتم بالأدوات البسيطة المتوفرة.
التغلب على الكثبان والطرق الرملية بلا وجود طرق معبدة أو مستديرات.
كان استيراد قطع الغيار يمثل مغامرة بحد ذاته، حيث كانت تُرسل المراسلات إلى البحرين أو الهند أو حتى بريطانيا لتوفير قطعة صيانة واحدة.
السيارات الأوائل أصبحت علامة مكانية فارقة؛ ارتبطت بالشخصيات المؤثرة والمناسبات الوطنية مثل زيارة وفود الاستكشاف الأجنبي.
دخول السيارة ربط الإمارات بالمحيط العربي والخليجي وأصبح قصة هامة في ذاكرة البناء الوطني.
كيف تغيرت الحياة بعد دخول السيارة؟
تسارع التواصل بين الإمارات (رأس الخيمة، الشارقة، دبي...) وتطور التجارة الداخلية بشكل ملحوظ.
سهولة انتقال الأحمال والأشخاص بين الموانئ والواحات وتحسن الخريطة الاقتصادية.
غيّر دخول السيارة حياة الشيوخ والتجار وحتى الرحالة، وأسهم بفتح أبواب الاستكشاف والتنمية العمرانية.
تراجع الاعتماد الكلي على الإبل، وبدأ يظهر مفهوم "السائق" وورش الإصلاح وصار مجال السيارات جزءاً محورياً في حياة الإماراتيين.
إن قصة أول سيارة دخلت الإمارات ليست مجرد قصة وسيلة نقل حديثة، بل هي سردية الانتقال نحو حياة أسرع وأكثر ترابطاً، حملت معها اختبارات شاقة وفرح الطفولة، وغيرت صورة المنطقة إلى الأبد. لقد أصبحت السيارة لاحقاً دعامة أساسية في مرحلة بناء دولة الإمارات، بداية من السركال، مروراً بالسيارات الملكية وسيارات الاستكشاف، وصولاً إلى ما نراه اليوم من تطور حضاري وصناعة سيارات عالمية تنافس أحدث تقنيات العالم.