- تراجع الإيرادات والمبيعات: ما الأرقام؟
- أسباب التراجع: المنافسة والضغوط السياسية والسياسية
- التحديثات والابتكارات: هل هناك بارقة أمل؟
- نظرة مستقبلية: تحديات وفرص
- توصيات
أعلنت شركة تسلا، الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، عن نتائجها المالية للربع الثاني من عام 2025، التي شهدت انخفاضاً ملحوظاً في الإيرادات والمبيعات، مع أرقام أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى بداية موجة نمو جديدة بعد التحديثات الأخيرة في الطرازات. تأتي هذه النتائج في ظل منافسة محتدمة في سوق السيارات الكهربائية وتحديات داخلية وخارجية تؤثر على أداء الشركة.
تراجع الإيرادات والمبيعات: ما الأرقام؟
حسب التقرير المالي الذي كشفت عنه تسلا للربع الثاني (أبريل - يونيو) من عام 2025، انخفضت إيرادات قطاع السيارات بنسبة 16% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، من 19.9 مليار دولار إلى 16.7 مليار دولار. أما إجمالي الإيرادات فقد هبطت بنسبة 12% لتصل إلى 22.5 مليار دولار. هذا التراجع انعكس بشكل مباشر على الأرباح الإجمالية التي شهدت انخفاضًا بنسبة 15% إلى 3.9 مليار دولار، كما انخفض الربح التشغيلي المعدل (Adjusted EBITDA) بنسبة 7% إلى 3.4 مليار دولار.
أما من حيث حجم المبيعات الفعلية، فقد انخفضت تسليمات الطرازين الأكثر شعبية، Model 3 وModel Y، بنسبة 12% لتصل إلى 373,728 وحدة في الربع الثاني 2025، في حين شهدت التسليمات الإجمالية للطرازات الأخرى مثل Model S وModel X وCybertruck انخفاضاً حاداً بنسبة 52%، حيث لم يتم تسليم سوى 10,394 سيارة من هذه الفئة.
أسباب التراجع: المنافسة والضغوط السياسية والسياسية
أرجعت تسلا الأسباب وراء هذا التراجع إلى عدة عوامل متداخلة. أولها التراجع في حجم تسليمات السيارات، خاصة مع تراجع مبيعات Cybertruck، الطراز المتوقع أن يكون من عوائد الشركة الرئيسية في المستقبل لكنه يواجه صعوبات في السوق بسبب تأخيرات وتحديات تقنية.
بالإضافة إلى ذلك، انخفضت العوائد من مبيعات الاعتمادات التنظيمية (Regulatory Credits)، التي كانت تسلا تجني منها أرباحًا هامة عبر بيعها لشركات تصنيع السيارات الأخرى التي تحتاج هذه الاعتمادات للامتثال لمعايير الانبعاثات. ومع إلغاء العديد من الحوافز الحكومية أو تغير القوانين التي تخفف من قيود الانبعاثات في بعض الأسواق مثل الولايات المتحدة، تقل هذه المداخيل تدريجياً حتى قد تختفي تماماً مع حلول عام 2027.
أيضًا، يشكل التصعيد في المنافسة خصوصًا من الشركات الصينية التي تقدم سيارات كهربائية متطورة بأسعار تنافسية ضغطًا متزايدًا على تسلا في أسواق رئيسية مثل الصين وأوروبا، حيث بدأت شركات مثل BYD تتفوق في المبيعات.
على الجانب السياسي، تأثرت سمعة تسلا سلبًا بسبب النشاطات السياسية الجريئة والمثيرة للجدل للرئيس التنفيذي إيلون ماسك، والتي أثرت على قبول بعض الأسواق الأوروبية والأمريكية، خصوصًا بعد دعمه لأحزاب يمينية متطرفة وعلاقاته المتشابكة مع إدارة ترامب. وقد تسبب هذا في تقليل الإقبال على سيارات تسلا في بعض المناطق.
التحديثات والابتكارات: هل هناك بارقة أمل؟
حاولت تسلا تقديم صورة إيجابية رغم الأرقام السلبية، مؤكدين أن تشكيلة طرازاتهم في أفضل حالاتها مع تحديثات مستمرة، وأنهم يعملون حاليًا على تطوير وإطلاق نماذج جديدة خلال العام الحالي، بما في ذلك سيارة Roadster الجديدة التي ما زالت في مرحلة تطوير التصميم، مما يعني تأجيل إطلاقها.
على جانب الخدمات، أطلقت تسلا خدمة الروبوتاكسي في أوستن، تكساس، وتعمل على توسيعها لتشمل مدناً أمريكية أخرى، مع توجه مستقبلي لخدمات التنقل الآلية، ما يمكن أن يشكل مستقبلاً واعداً لدى إطلاقها على نطاق أوسع.
فيما يخص البنية التحتية، أضافت الشركة خلال العام الماضي 904 محطات شحن “سوبر تشارجر”، مما يعزز من قدرات التسويق ويسهل إمكانية استخدام سياراتها.
نظرة مستقبلية: تحديات وفرص
بالرغم من الأرقام المخيبة، يرى بعض المحللين أن الربع الثاني قد يمثل قاعاً أو نقطة تحول لتسلا، وينتظرون تعافيًا في الأرباح والمبيعات لاحقًا مع إطلاق منتجات وخدمات جديدة، خصوصًا في مجالات الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة. كما تلعب شركة xAI المختصة بالذكاء الاصطناعي دوراً استراتيجياً في تطوير التكنولوجيا التي يمكن أن تعيد تسلا إلى الصدارة.
ومع ذلك، تبقى الشركة تواجه تحديات اقتصادية وسياسية، مع ضغوط متزايدة من شركات صينية تقدم منتجات بأسعار وخدمات متميزة. كما أن فقدان إيرادات الاعتمادات التنظيمية سيشكل ضربة قوية لأرباح الشركة، وربما يدفعها إلى إعادة النظر في استراتيجيات الأسعار والتوسع.
توصيات
شهدت تسلا انخفاضاً بنسبة 16% في إيرادات قطاع السيارات و12% في إجمالي الإيرادات خلال الربع الثاني 2025.
تراجعت مبيعات Model 3 وModel Y بنسبة 12%، وبدأت مبيعات الطرازات الأخرى مثل Cybertruck في الانخفاض الحاد.
المنافسة الشرسة من الشركات الصينية وتغير السياسات التنظيمية وتداعيات الأنشطة السياسية للرئيس التنفيذي ساهمت في هذا التراجع.
تحاول تسلا تعويض ذلك عبر تطوير نماذج جديدة وخدمات التنقل الآلي، إضافة لتوسيع شبكة الشحن.
يظل المستقبل مفتوحاً لكن الشركة بحاجة إلى الابتكار واستعادة ثقة المستهلكين لمواجهة منافسيها.