- تصاعد الحصة السوقية للسيارات الصينية في أوروبا
- BYD ونجوم السيارات الصينية في السوق الأوروبية
- أداء العلامات الأوروبية والغربية في ظل المنافسة الصينية
- سوق السيارات الكهربائية في أوروبا يُسجل نموًا قياسيًا
- اتجاهات التصميم والتكنولوجيا في السيارات الصينية
- آثار هذه الثورة الصينية في أوروبا على الصناعة العالمية
- التحديات التي تواجه الشركات الصينية
- توقعات مستقبلية للسوق الأوروبي
في ظاهرة غير مسبوقة، تمكنت العلامات التجارية الصينية لصناعة السيارات من تحقيق زيادة هائلة في مبيعاتها خلال النصف الأول من عام 2025 في أوروبا، متجاوزة العديد من الأسماء الأوروبية العريقة، بل وتفوقت على مرسيدس – إحدى أكثر العلامات شهرةً وتاريخًا في القارة – في بعض الشهور، وذلك في سوق كانت دائمًا معقل الصناعة الأوروبية.
تصاعد الحصة السوقية للسيارات الصينية في أوروبا
سجلت العلامات الصينية ارتفاعًا بنسبة 91% في تسجيل السيارات الجديدة خلال النصف الأول من السنة، حيث بلغت مبيعاتها نحو 347,100 سيارة، محققة بذلك حصة سوقية مهمة تبلغ 5.1% من إجمالي سوق السيارات الأوروبي، وهو رقم قريب جدًّا من حصة مرسيدس التي وصلت إلى 5.2%. وفي يونيو فقط تفوقت الصين على مرسيدس، فضلاً عن تفوقها على فورد التي لم تتجاوز حصة 3.8%.
هذه الأرقام تعكس نموًا كبيرًا ومنافسة شرسة بين الشركات الصينية والغربية، لا سيما في سوق السيارات الكهربائية حيث تشهد الصناعة تحولات جذرية على مستوى الطلب والابتكار والتوجهات البيئية.
BYD ونجوم السيارات الصينية في السوق الأوروبية
تعتبر شركة BYD رائدة هذه الثورة الصينية في أوروبا، إذ حققت مبيعات سيارات كهربائية قفزة بنسبة 133% في يونيو و143% في النصف الأول، حيث باعت 41,300 مركبة كهربائية، ما جعلها تحتل المرتبة الثانية عشر بين العلامات التجارية الأكثر تسجيلًا للسيارات الكهربائية في أوروبا.
وحققت أيضًا سيارات الهجين القابلة للشحن (PHEVs) من BYD وعلامتين صينيتين أخريين وهما Jaecoo وOmoda، شعبية كبيرة في السوق الأوروبي، حيث تنافس طراز BYD Seal U بقوة مع سيارة فولكس فاجن Tiguan على لقب الأكثر مبيعًا كسيارة هجينة قابلة للشحن خلال يونيو.
إلى جانب BYD، شهدت علامات صينية أخرى مثل Xpeng وLeapmotor نموًا ملحوظًا يعكس تنوع وتطور المنتجات الصينية التي تقدم تقنيات متقدمة بأسعار تنافسية.
أداء العلامات الأوروبية والغربية في ظل المنافسة الصينية
بالرغم من الصعود المتسارع للعلامات الصينية، لم تخضع علامات مثل فولكس فاجن (+3%)، رينو (+6%)، بي إم دبليو (+4%) وفورد (+6%) لركود في المبيعات، حيث استمر بعضها في تحقيق نمو طفيف في النصف الأول من 2025. لكن هناك خاسرين واضحين، أبرزهم تسلا التي انخفضت مبيعاتها بنسبة 33% خلال نفس الفترة، وخصوصاً طراز Model Y الأكثر مبيعًا سابقًا الذي تراجع إلى 68,800 وحدة محققة تراجعًا كبيرًا أثر على تواجدها في قائمة السيارات العشرة الأكثر مبيعًا في أوروبا.
أما شركة Stellantis، التي تضم علامات كبرى مثل بيجو وكنيسان، فقد شهدت تراجعًا في المبيعات بنحو 9%، ما يعكس تحديات متزايدة تواجه العلامات الغربية التقليدية في الحفاظ على حصتها السوقية أمام التنافس الجديد.
سوق السيارات الكهربائية في أوروبا يُسجل نموًا قياسيًا
يمثل الربع الأول من عام 2025 بداية حقبة جديدة لسوق السيارات الكهربائية الأوروبي، حيث تجاوز عدد السيارات الكهربائية المسجلة للمرة الأولى حاجز المليون وحدة في فترة ستة أشهر، مسجلًا زيادة بنسبة 25% على أساس سنوي ليصل إلى 1.2 مليون سيارة، وهو أعلى رقم يتم تسجيله في نصف عام واحد.
هذا الازدهار في مبيعات السيارات الكهربائية مدعوم بشكل كبير من النمو الكبير في العلامات الصينية، التي استثمرت بشكل مكثف في تقنيات البطاريات والمحركات الكهربائية والتحديثات الرقمية والمزايا الأمنية، ما جعلها منافسًا قويًا ومحبوبًا لدى المستهلك الأوروبي.
اتجاهات التصميم والتكنولوجيا في السيارات الصينية
سيارات الصين ليست فقط من حيث الأعداد، بل تمتاز بتزايد جودة التصنيع، وأناقة التصميم، وتزويد السيارات بحزم تكنولوجية حديثة تشمل أنظمة مساعدة السائق، شاشات ملونة متطورة، وأنظمة تحكم ذكية، تلاقي استحسان المستهلكين الباحثين عن مواكبة التكنولوجيا مع الاقتصادية.
كما تقدم الشركات الصينية خيارات واسعة من موديلات السيارات الكهربائية والكروس أوفر، مع تركيز على تحسين مدى السيارة وأسعارها، بالإضافة إلى توفير نسخ هجينة قابلة للشحن تناسب متطلبات السوق الأوروبي المختلفة.
آثار هذه الثورة الصينية في أوروبا على الصناعة العالمية
تشكل هذه البيانات علامة فارقة تشير إلى دخول منافس جديد بقوة ضمن الأسواق الأوروبية الغربية التي لطالما كانت محتكرة من قِبل شركات ألمانية، فرنسية، وبريطانية، ما يفرض إعادة تقييم استراتيجيات تلك العلامات فيما يخص التكنولوجيا، الأسعار، وخطط التسويق.
المنافسة الجديدة تحث شركات السيارات الأوروبية على تسريع مشاريعها في تطوير السيارات الكهربائية، تحسين تجربة المستخدم، خفض التكاليف، وتعزيز شبكة الإنتاج والتوزيع لضمان البقاء في صدارة السوق.
التحديات التي تواجه الشركات الصينية
رغم الإنجازات، تواجه العلامات التجارية الصينية في أوروبا تحديات عديدة تشمل بناء ثقة المستهلك، التعامل مع القوانين والمعايير الأوروبية الصارمة المتعلقة بالسلامة والانبعاثات، ومواجهة الحواجز الجمركية والتجارية التي قد تعيد بعض الدول فرضها في ظل التوترات السياسية بين الصين وأوروبا.
كما يتعين على الشركات الصينية مواصلة تعزيز خدمات ما بعد البيع، وجودة التجهيزات، وتوفير بنية تحتية للشحن الكهربائي تضمن رضا العملاء على المدى الطويل.
توقعات مستقبلية للسوق الأوروبي
مع استمرار التوسع في مبيعات السيارات الكهربائية، تبقى المنافسة بين العلامات الصينية والأوروبية محتدمة، وربما تتغير موازين السوق بشكل أكبر خلال الأعوام القادمة. العلامات الصينية تبذل جهودًا لاستقطاب شرائح جديدة من المستهلكين من خلال التعاون مع شركات محلية، وإنشاء مصانع إنتاج في أوروبا لضمان خدمات أسرع وأسعار تنافسية أفضل.
من المتوقع أيضًا دخول المزيد من الابتكارات في خدمات التنقل الذكي، الربط الشبكي، وخدمات الاشتراك التي سيصبح لها دور مهم في قرارات المشترين خلال المستقبل القريب.
لقد نجحت الشركات الصينية في فرض وجودها بقوة داخل سوق السيارات الأوروبي، محققة نموًا استثنائيًا في المبيعات وتوسعة في الحصة السوقية، متجاوزة علامات تقليدية عريقة ورافضة البقاء في الظل.
هذه التحولات تطرح علامة استفهام حول مستقبل صناعة السيارات في أوروبا والعالم، وتدعو كبار المصنعين الأوروبيين إلى إعادة ابتكار تجاربهم وتحسين منتجاتهم لتظل جذابة للمستهلك العصري الذي يبحث عن التوازن بين التكنولوجيا، الجودة، والاقتصاد.
مع استمرار نمو الطلب على السيارات الكهربائية والهجينة، يبدو أن الخارطة المستقبلية للصناعة ستشهد حضورًا أكثر كثافة للشركات الصينية التي اختصرت المسافات لتصبح لاعبا رئيسيًا عالميًا.