- لماذا يتحول “المخفي” إلى قضية سنوية؟
- النسبة القانونية للمخفي في الإمارات
- لماذا اختير رقم 50% بالذات؟
- متى يصبح المخفي مخالفة صريحة؟
- حالات الاستثناء والتراخيص الخاصة
- أيهما أهم: رقم النسبة أم جودة الفيلم؟
- هل تختلف النسبة بين الإمارات؟
- نصائح عملية لتفادي المخالفات
لماذا يتحول “المخفي” إلى قضية سنوية؟
في مناخ حار مثل الإمارات، لم يعد تظليل الزجاج مجرد رفاهية، بل صار جزءًا أساسيًا من حماية الركاب والمقصورة من الحرارة وأشعة الشمس الضارة. ومع ذلك، فإن التظليل المبالغ فيه أو المخالف للقانون قد يحوّل ميزة الراحة إلى مصدر مخالفات وغرامات وربما حجز للمركبة.
لهذا السبب وضعت الجهات المختصة في الدولة قواعد واضحة تحدد نسبة التظليل المسموح بها، وتحاول تحقيق توازن بين الراحة الحرارية، والخصوصية، وسلامة الرؤية على الطرق.
![]()
النسبة القانونية للمخفي في الإمارات
تختلف تفاصيل التظليل المسموح به حسب نوع الزجاج، لكن الإطار العام لقانون المرور في الإمارات أصبح واضحًا في السنوات الأخيرة:
الزجاج الأمامي (الويندرشيلد):
يجب أن يبقى شفافًا بدون مخفي مضاف.
يُسمح فقط في بعض الإمارات بشريط علوي لا يتجاوز تقريبًا 15 سم، بشرط ألا يعيق رؤية السائق.
الزجاج الجانبي الأمامي (السائق والراكب الأمامي):
الحد الأقصى المعتاد هو تظليل بنسبة 50% (أي يسمح بمرور 50% من الضوء تقريبًا – 50% VLT).
الزجاج الجانبي الخلفي والزجاج الخلفي:
في أغلب الأدلة العملية يُسمح أيضًا بوصول التظليل حتى 50% في سيارات الركوب الخاصة، مع بقاء الرؤية الخلفية للسائق واضحة وعدم استخدام أفلام عاكسة أو ملونة بشكل مخالف.
يجدر الانتباه إلى أن بعض المصادر الفنية تصف النسب بطريقة “نسبة مرور الضوء” (VLT)، بينما يختصر الناس الأمر بالقول: “سيارتي مخفي 50%”. المهم عمليًا هو الالتزام بحدود لا تتجاوز ما تعترف به شرطة المرور والـ RTA كقانوني.
لماذا اختير رقم 50% بالذات؟
لم يكن قرار رفع التظليل المسموح من 30% سابقًا إلى 50% قرارًا عشوائيًا؛ فقد جاء بعد دراسة لواقع المناخ وظروف القيادة في الدولة:
50% تظليل يعني أن نصف الضوء ما زال يخترق الزجاج، ما يسمح ببقاء مستوى رؤية مقبول من الداخل للخارج ليلاً ونهارًا.
في الوقت نفسه، يمنع النصف الآخر من الضوء، ما يساهم في خفض درجة حرارة المقصورة وتقليل اعتماد السائق على المكيف لأقصى درجة طوال الوقت.
هذه النسبة تساعد كذلك في حماية الفرش الداخلي والأجزاء البلاستيكية من التشقق والبهتان، وتقلل من تعرض الركاب المباشر للأشعة فوق البنفسجية.
بهذا الشكل، تحقق نسبة 50% ما يشبه “حل وسط” بين الأمان البصري والراحة الحرارية.
![]()
متى يصبح المخفي مخالفة صريحة؟
رغم وضوح الحد القانوني، لا يزال كثيرون يتجهون إلى تجاوز النسبة المسموحة، سواء بدافع الخصوصية أو الشكل أو لاعتقاد خاطئ بأن “الشرطة لا تدقق”. القاعدة هنا بسيطة:
أي تظليل يتجاوز 50% على الزجاج الجانبي والخلفي في المركبات العادية بدون تصريح خاص يعتبر مخالفًا.
أي تظليل مضاف على الزجاج الأمامي (عدا الشريط المسموح إن وُجد) يُعد مخالفًا.
استخدام أفلام عاكسة (مِرآة) أو ملونة بألوان غير مقبولة (ذهبي، فضي لامع… إلخ) حتى لو كانت ضمن النسبة قد يعرّض المستخدم للمخالفة بدعوى التأثير على الرؤية أو التشويش على مستخدمي الطريق الآخرين.
العقوبة النموذجية تجاوز نسبة التظليل قد تصل إلى غرامة 1500 درهم، وفي بعض الحالات حجز المركبة لفترة، وهذا يختلف حسب إمارة وتكرار المخالفة.
حالات الاستثناء والتراخيص الخاصة
رغم أن القانون يضع سقفًا عامًا بنسبة 50%، توجد حالات يسمح فيها بتجاوز هذه النسبة لشريحة محدودة بعد الحصول على موافقة رسمية:
من أبرز هذه الحالات:
الحالات الطبية الموثقة التي تتطلب حماية إضافية من الشمس (بأوراق وتقارير معتمدة).
بعض المركبات التابعة لشخصيات رسمية أو بعثات دبلوماسية أو شرائح مصنّفة VIP وفق ضوابط معينة.
مركبات خاصة تستخدم في نقل أموال أو مواد حساسة ضمن ترتيبات أمنية محددة.
في جميع هذه السيناريوهات، لا يكفي تركيب المخفي ثم الادعاء بوجود عذر؛ بل يجب استخراج تصريح رسمي من الجهة المختصة يوضح النسبة المسموح بها للمركبة المعنية.
أيهما أهم: رقم النسبة أم جودة الفيلم؟
يركز كثير من السائقين على “كم النسبة؟” ويتجاهلون نقطة لا تقل أهمية: “ما نوع الفيلم المستخدم؟”؛ فليس كل مخفي 50% متشابهًا في السلوك على الطريق.
نقاط يجب مراعاتها عند اختيار الفيلم:
مقاومة الأشعة فوق البنفسجية (UV) ومعدل عكس الحرارة (IR)؛ بعض الأفلام الخزفية أو النانو سيراميك تقدم تبريدًا أفضل بنسب تظليل أقل.
وضوح الرؤية من الداخل ليلاً؛ بعض الأفلام الرخيصة تقلل الرؤية بشكل مزعج في الإضاءة الضعيفة رغم كونها ضمن النسبة القانونية.
الاعتماد على مراكز محترفة تمتلك أجهزة قياس لنسبة التظليل، وتقدم شهادات مكتوبة بالنسبة بعد التركيب، لتجنّب أي خلاف مع المرور لاحقًا.
هل تختلف النسبة بين الإمارات؟
من حيث المبدأ، تم توحيد الحد الأقصى للتظليل في معظم الإمارات عند 50% للزجاج الجانبي والخلفي للسيارات الخاصة، مع بقاء الزجاج الأمامي شفافًا.
لكن التفاصيل التطبيقية (مثل شريط الويندرشيلد، نوع الأفلام المسموحة، آليات الاستثناءات) قد تختلف قليلاً من إمارة لأخرى وفق تعاميم الشرطة والـ RTA، لذلك يُنصح دائمًا بالاطلاع على أحدث تعليمات الإمارة التي تُسجَّل فيها المركبة أو مراجعة موقع الشرطة أو هيئة الطرق المعنية.
نصائح عملية لتفادي المخالفات
للقراء الذين يفكرون في تركيب أو تغيير التظليل، يمكن تلخيص مجموعة نصائح عملية مختصرة:
الالتزام بنسبة لا تتجاوز 50% على الزجاج الجانبي والخلفي إلا إذا كان هناك تصريح رسمي مكتوب.
ترك الزجاج الأمامي بدون تظليل مضاف، والاكتفاء بأي طبقة وكالة شفافة أو شريط علوي نظامي إذا سُمح بذلك.
تجنب الأفلام العاكسة أو الملونة بألوان ملفتة، حتى لو كانت نسبتها ضمن الحدود.
الاحتفاظ بفاتورة تركيب المخفي وشهادة النسبة من المحل في السيارة، للرجوع إليها عند أي استفسار من رجل المرور.
فحص الزجاج دوريًا؛ فكثير من السيارات المستعملة تأتي بتظليل مخالف من المالك السابق دون علم المالك الجديد.
نسبة المخفي المسموح بها في الإمارات ليست تفصيلاً شكليًا، بل جزء من منظومة متوازنة تحاول أن تمنح السائقين والركاب قدرًا من الراحة والخصوصية دون الإضرار بسلامة الرؤية أو عمل أجهزة الرقابة الذكية أو قدرة رجال الشرطة على أداء عملهم.
الالتزام بحد 50% على الزجاج الجانبي والخلفي، وترك الزجاج الأمامي شفافًا، واختيار أفلام عالية الجودة من جهات موثوقة، كلها عناصر تساعد على الاستفادة القصوى من التظليل دون الدخول في دوامة المخالفات والغرامات أو مشاكل التأمين في حال وقوع حادث. في النهاية، الهدف من المخفي هو جعل القيادة في حر الصيف أقل إجهادًا، لا أن يجعل علاقة السائق بالقانون أكثر تعقيدًا.
