- تجربة واقعية تثير الجدل
- آلية مبتكرة ولكنها مثيرة للقلق
- تحديات السلامة والاستخدام العملي
- من يقف خلف التجربة؟
- التشريعات الصينية ودفع الابتكار
في عالم السيارات الكهربائية، تشكل البطاريات قلب المنظومة ومحورها، لكنها أيضًا مصدر الخطر الأكبر عند اندلاع الحرائق. فبمجرد اشتعالها، يصعب السيطرة عليها، وقد يستمر الحريق لساعات طويلة. ومع تصاعد هذه المخاوف، ابتكر باحثون في الصين فكرة غير مسبوقة، تهدف إلى فصل البطارية عن السيارة بالكامل عند حدوث خلل حراري، في محاولة لتقليل الخطر على الركاب وإنقاذ السيارة من الاشتعال الكامل.
تجربة واقعية تثير الجدل
أظهر مقطع فيديو انتشر بشكل واسع تجربة فريدة جرت في الصين، حيث شوهدت بطارية ضخمة تُقذف خارج سيارة اس يو في بسرعة لافتة. قُذفت البطارية لمسافة تتراوح بين 3 إلى 6 أمتار قبل أن يتدخل فريق السلامة لتغطيتها ببطانية مقاومة للنيران.
تم تفعيل النظام تلقائيًا عند اكتشاف أجهزة الاستشعار ارتفاعًا مفاجئًا في درجة الحرارة داخل حزمة البطارية، ما يشير إلى بداية انفلات حراري قد يؤدي إلى الحريق. في تلك اللحظة، أطلق النظام ضغط غاز قوي دفع البطارية إلى الخارج خلال ثوانٍ معدودة، في مشهد بدا أقرب إلى أفلام الخيال العلمي منه إلى اختبار واقعي.
ورغم نجاح التجربة في إظهار سرعة النظام في عزل البطارية، فإنها أثارت تساؤلات كثيرة حول مدى أمان الفكرة، خاصة في الطرق المزدحمة أو داخل المدن.
آلية مبتكرة ولكنها مثيرة للقلق
يعتمد هذا النظام على سلسلة من الحساسات الدقيقة التي تراقب باستمرار درجة حرارة الخلايا داخل حزمة البطارية. عند رصد أي ارتفاع غير طبيعي يشير إلى بداية خلل حراري، يبدأ النظام في العمل على الفور وفق الخطوات التالية:
تكتشف أجهزة الاستشعار التغير في درجة الحرارة داخل البطارية.
يفعّل مولّد غاز مخصص لدفع وحدة البطارية إلى الخارج.
تُقذف البطارية إلى مسافة تتراوح بين 3 و6 أمتار بعيدًا عن السيارة.
بعد خروجها، يتدخل فريق الطوارئ لتغطيتها ببطانيات مقاومة للحريق لمنع انتشار اللهب.
الفكرة تهدف إلى حماية الركاب من الخطر المباشر داخل المقصورة، لكنها تفتح الباب أمام نوع جديد من التهديدات في حال سقوط البطارية على سيارات مجاورة أو على المارة. فالبطارية الواحدة قد تزن مئات الكيلوغرامات، وهو ما يجعل هذا الحل محفوفًا بالمخاطر في البيئات الحضرية.
تحديات السلامة والاستخدام العملي
رغم أن المفهوم مبتكر، إلا أن خبراء السلامة عبروا عن قلقهم من تطبيقه في الواقع العملي، إذ إن النظام قد يسبب أضرارًا جانبية أكبر من الفائدة التي يقدمها. من بين أبرز الانتقادات التي وجهت للتجربة:
الخطر على المحيطين: البطارية الثقيلة قد تسقط على سيارات أخرى أو على المارة.
الاعتمادية: في حالات التصادم العنيف قد تتعطل آلية القذف بالكامل، ما يجعلها غير فعالة.
الجدوى الإنتاجية: حتى الآن لا توجد أي مؤشرات على اعتماد هذا النظام في السيارات التجارية.
هذه المخاوف جعلت الكثيرين يعتبرون التجربة مجرد اختبار تقني هدفه لفت الأنظار وليس خطوة فعلية نحو التطبيق التجاري.
من يقف خلف التجربة؟
جرت هذه التجربة خلال فعالية حملت اسم اجتماع عرض وتبادل تكنولوجيا إطلاق بطاريات الطاقة بتاريخ 19 سبتمبر 2025 في الصين، بمشاركة مركز أبحاث تكنولوجيا وإصلاح حوادث السيارات الصيني.
وقد أثارت هوية السيارة المشاركة في التجربة جدلاً واسعًا بعد أن بدت شبيهة بطراز شيريالبحرين شيري السعودية شيري قطر شيري عُمان شيري الإمارات شيري الكويت شيري مصر شيري iCar 03، إلا أن شركة شيري نفت أي علاقة لها بالتجربة. كما تم تداول اسم شركة جويسن للإلكترونيات كشريك في الحدث، لكنها بدورها نفت رسميًا مشاركتها.
التشريعات الصينية ودفع الابتكار
تأتي هذه التجربة في سياق سعي الصين لتشديد معايير الأمان في السيارات الكهربائية. فاعتبارًا من يوليو 2026، ستدخل حيز التنفيذ لوائح جديدة تعرف باسم GB38031-2025، تلزم بطاريات السيارات بالصمود أمام الأعطال الداخلية من دون أن تتسبب بانفجار أو حريق.
وتشمل اللوائح أيضًا اختبارات أكثر صرامة تشمل:
اختبار الصدمات السفلية لقياس متانة البطارية.
اختبار دورة الشحن الطويلة للتأكد من استقرار الأداء على المدى البعيد.
فحص مقاومة البطارية للحرارة العالية والبرودة الشديدة ضمن معايير الأمان الجديدة.
هذه القوانين تدفع الشركات نحو الابتكار في تصميم البطاريات وتطوير أنظمة السلامة النشطة لتفادي تكرار حوادث الاحتراق التي شغلت الرأي العام في السنوات الأخيرة.