قوة كهربائية خارقة من مرسيدس ياسا بقوة تفوق الألف حصان

يشهد عالم السيارات الكهربائية تحولاً جذرياً تقوده كبرى الشركات العالمية، وفي مقدمتها مرسيدس التي أثارت إعجاب عشاق السيارات بالكشف عن محرك كهربائي جديد يحمل توقيع شركتها التابعة "ياسا". هذا الابتكار لا يمثل مجرد تطوير تقني، بل نقلة نوعية قد تغير مستقبل الأداء الكهربائي. فهو محرك يجمع بين القوة الهائلة والوزن الخفيف في معادلة لم يسبق أن تحققت بهذا الشكل في تاريخ صناعة السيارات.

رقم قياسي في القوة مقابل الوزن

تمكنت ياسا من تحقيق قفزة هندسية غير مسبوقة عبر رفع كثافة الطاقة في محركها الجديد إلى 59 كيلوواط لكل كيلوجرام، أي ما يعادل 79 حصاناً مقابل كل كيلوجرام واحد فقط، وهو إنجاز مذهل يتفوق على الرقم القياسي السابق الذي سجلته الشركة نفسها والذي بلغ 42 كيلوواط لكل كيلوجرام.

أما وزن المحرك فلا يتجاوز 12.7 كيلوجراماً فقط، ومع ذلك يولد قدرة هائلة تصل إلى:

• قدرة قصوى مؤقتة: 1006 أحصنة.

• قدرة مستمرة: بين 469 و604 أحصنة.

هذا المزيج بين القوة والوزن يجعل المحرك مثالياً للسيارات الرياضية الكهربائية التي تحتاج تسارعاً خاطفاً مع كفاءة طاقة عالية. فبدلاً من زيادة البطاريات أو حجم الهيكل لرفع الأداء، يقدم هذا المحرك الحل من قلب التكنولوجيا نفسها، عبر تصميم يوازن بين الأداء والقابلية للإنتاج.

تصميم محوري يغير مفاهيم الصناعة

يعتمد محرك ياسا على تقنية التدفق المحوري التي تختلف جذرياً عن التصميم الشعاعي التقليدي المستخدم في معظم المحركات الكهربائية الحالية. وتقوم فكرته على استخدام دوارات نحيفة الشكل تشبه الأقراص، ما يقلل من الحجم والوزن مع زيادة الكفاءة.

ويتميز التصميم بخصائص تقنية فريدة تشمل:

• هيكل مدمج وخفيف الوزن يسهل عملية التركيب في مختلف أنواع السيارات.

• دوارات نحيفة الشكل توفر توزيعاً مثالياً للعزم وتحافظ على استقرار الدوران.

• نظام تبريد فعال يضمن استمرارية الأداء العالي دون ارتفاع مفرط في الحرارة.

• اعتماد مواد متوفرة وغير نادرة لتقليل التكلفة وتسهيل الإنتاج التجاري.

هذه التقنية لا تعني مجرد أرقام على الورق، بل تطبيق عملي قابل للتنفيذ. إذ أكدت الشركة أن المحرك قيد التشغيل فعلياً في مصانعها في أوكسفوردشاير البريطانية ضمن مراحل الاختبار النهائية، ما يبرهن على جاهزيته لدخول خطوط الإنتاج في المستقبل القريب.

مشروع إنتاجي فعلي وليس نموذجاً تجريبياً

صرح تيم وولمر، مؤسس ياسا ومديرها التقني، بأن المحرك الجديد ليس فكرة بحثية أو اختبارية، بل منتج جاهز للإنتاج التجاري، تم تطويره باستخدام تقنيات تصنيع قابلة للتوسع دون الاعتماد على معادن نادرة أو مكلفة. ويهدف المشروع إلى خلق منظومة طاقة كهربائية متقدمة تجمع بين الأداء الفائق والكفاءة الاقتصادية في آنٍ واحد.

هذا التوجه يعكس رؤية مرسيدس طويلة المدى نحو الاستدامة، حيث تسعى لتقليل الوزن والانبعاثات من دون المساس بروح الأداء التي تميز سياراتها. كما أن اعتماد هذا المحرك في سيارات الإنتاج سيمنح مرسيدس قدرة تنافسية واضحة، خصوصاً في سوق السيارات الرياضية الكهربائية.

تعاون مرسيدس وياسا نحو جيل جديد من AMG

منذ استحواذ مرسيدس على ياسا عام 2021، بدأ الطرفان في تطوير جيل جديد من المحركات الكهربائية فائقة الأداء التي ستزود بها سيارات AMG المستقبلية. وتشير المعلومات الأولية إلى أن أولى هذه السيارات ستكون سيدان كهربائية خارقة تحمل هوية AMG، وستكون أول سيارة إنتاجية في العالم تعتمد على هذا النوع من المحركات المحورية.

ووفقاً للتقديرات، تخطط مرسيدس لبدء استخدام هذه التقنية قبل نهاية العقد الحالي، ما يعني أن عشاق الأداء العالي سيشهدون قريباً سيارات كهربائية من AMG بقوة تتجاوز الألف حصان، مع وزن أقل وكفاءة أكبر بكثير من المنافسين.