السكك الحديدية السعودية تستعد لمرحلة جديدة بمحركات رولزرويس عالية الأداء

تواصل المملكة دفع خطط تطوير النقل العام بسرعة لافتة، وتضع السكك الحديدية في قلب هذا التحول. وتعلن رولزرويس فوزها بعقد لتوريد خمسين محركاً من سلسلة mtu 4000 لتشغيل عشرة قطارات جديدة تعمل بين الدمام والرياض بسرعة قصوى تبلغ 200 كيلومتر في الساعة. ويؤكد هذا التعاقد ثقة السعودية في تقنيات الدفع المتقدمة، ويثبت التزامها بتقديم خدمة قطارات عالية الأداء تدعم الكفاءة والاستدامة وتلبي احتياجات التنقل بين أهم مدينتين اقتصادياً في الشرق والغرب داخل البلاد.

تفاصيل الصفقة وقدرات المحركات

تأتي بنود العقد لتضع الأساس التقني للأداء المرتفع، إذ تركب المحركات في أزواج داخل كل قطار، وتنتج كل وحدة قدرة تقارب 2,039 حصاناً. وتوفر هذه القوة دفعاً متوازناً عند السرعات العالية، وتدعم تحقيق تسارع سلس وثابت حتى السرعة القصوى، مع الحفاظ على معدلات استهلاك وقود أكثر كفاءة. وتضيف الجاهزية لسيناريوهات التشغيل اليومية على الخط الرابط بين الدمام والرياض موثوقية أعلى خلال مواسم الذروة والسفر البيني المنتظم.

وتتضمن الصفقة خيار توريد أربعين محركاً إضافياً لتجهيز عشرة قطارات أخرى مستقبلاً، ما يعكس توقعات بزيادة الطلب على الخدمة خلال المدى القريب، ويعطي المشغل مرونة في التوسع المرحلي دون تعطيل الجدول الزمني. وتستبق الجهات المنفذة إدخال القطارات إلى الخدمة بإخضاع أربعة تشكيلات لاختبارات ميدانية ومعملية دقيقة في أوروبا والسعودية، لتتحقق من المطابقة لمعايير السلامة والجودة والاعتمادية قبل التشغيل التجاري.

أثر المشروع على خدمة النقل بين الرياض والدمام

يرفع المشروع مستوى الخدمة على أحد أكثر محاور التنقل ازدحاماً في المملكة، ويختصر زمن الرحلة ويعزز راحة الركاب عبر أداء متسق عند السرعات العالية. وتثبت محركات mtu 4000 جدارتها محلياً منذ عام 2012 عبر أكثر من سبعين قطاراً تعمل بالفعل داخل السعودية، وتعرف بقدرتها على العمل بثبات في الظروف المناخية القاسية مع الحفاظ على اعتمادية وكفاءة طاقية مرتفعتين.

ويعزز ذلك توجه الدولة نحو خيارات أكثر اقتصاداً في استهلاك الوقود وأكثر توافقاً مع المتطلبات البيئية العالمية، ويخدم الأهداف الوطنية لتخفيف الضغط عن الطرق وتعزيز جاذبية النقل العام للركاب في المنطقة الشرقية والعاصمة.

تصريحات الشركاء ودلالاتها على المرحلة المقبلة

يؤكد كريستوفر فيكبكر مدير قطاع السكك الحديدية لدى رولزرويس أن جميع القطارات العاملة بالديزل في شبه الجزيرة العربية تعتمد سلسلة mtu 4000، ويرى في هذا الواقع دلالة على الثقة المتنامية بمنتجات الشركة ومتانة حضورها في أسواق النمو الإقليمية. ويشدد توبياس أرنولد مدير المشروع التجاري في شركة ستادلر المشرفة على تطوير الخطوط الجديدة في السعودية على أن تقنية الدفع من رولزرويس تؤدي دوراً محورياً، وتوفر إلى جانب السرعات العالية مستويات راسخة من الكفاءة الطاقية والموثوقية التي تنعكس مباشرة على تجربة الركاب واستدامة التشغيل.

وتبرز هذه المواقف أن الصفقة لا تقف عند حدود توريد محركات، بل ترسخ شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين السعودية ورولزرويس وشركائها التقنيين. وتستفيد المملكة من نقل خبرات متراكمة إلى مشاريعها الوطنية، فيما تطور رولزرويس حضورها كمزود حلول دفع موثوقة لأساطيل القطارات في الخليج. ومع اكتمال الاختبارات وبدء التشغيل، ينتظر الخط الرابط بين الرياض والدمام نقلة نوعية في الأداء وجودة الخدمة، ليغدو نموذجاً يحتذى به في مشاريع السكك الحديدية المقبلة ويعكس طموح السعودية في بناء منظومة نقل عام حديثة وفعالة على مستوى المنطقة.