- الإمارات الأولى عالميًا بوابة التصدير الصينية الجديدة
- السعودية تبرز كمحرك استهلاكي رئيسي للسيارات الصينية
- روسيا تتراجع وكازاخستان تصعد بقوة
- السيارات الكهربائية الصينية بين أوروبا والشرق الأوسط
في ظل تحولات غير مسبوقة تشهدها التجارة العالمية للسيارات، تواصل الصين إعادة رسم خريطة الأسواق الدولية، حيث كشفت أحدث بيانات الفترة من يناير إلى أغسطس 2025 عن طفرة غير مسبوقة في صادرات سيارات الركاب الصينية نحو الشرق الأوسط. تصدرت الإمارات العربية المتحدة المشهد كأكبر وجهة لهذه الصادرات، تلتها المملكة العربية السعودية التي عززت مكانتها كمركز استهلاكي رئيسي في المنطقة. هذه الأرقام لا تعبر فقط عن نمو تجاري، بل تعكس تغيرًا جوهريًا في موازين القوة داخل سوق السيارات العالمي.
الإمارات الأولى عالميًا بوابة التصدير الصينية الجديدة
تواصل الإمارات ترسيخ موقعها كمحور عالمي لصناعة وتجارة السيارات، بعد أن احتلت المركز الأول في قائمة أكبر وجهات صادرات السيارات الصينية خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025.
حجم الصادرات إلى الإمارات: 299,584 وحدة
نسبة النمو السنوي: +55.8%
المركز العالمي: الأول
هذا النمو القوي يؤكد أن الإمارات لم تعد مجرد سوق استهلاكية، بل أصبحت مركزًا لوجستيًا عالميًا لإعادة التصدير نحو أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويرتبط هذا التميز ببنية تحتية متقدمة، ومناطق حرة توفر مرونة عالية في عمليات النقل والتوزيع، إلى جانب سياسات حكومية تشجع على استقطاب الاستثمارات الصناعية والتجارية.
الإمارات اليوم ليست فقط بوابة للسيارات الصينية نحو المنطقة، بل شريك استراتيجي في إعادة تشكيل التوازن التجاري للقطاع على مستوى العالم.
السعودية تبرز كمحرك استهلاكي رئيسي للسيارات الصينية
حلت المملكة العربية السعودية في المركز السابع عالميًا ضمن قائمة أكبر مستوردي سيارات الركاب الصينية، ما يعكس قوة الطلب المحلي وثقة المستهلك السعودي بالعلامات الصينية الحديثة.
حجم الصادرات إلى السعودية: 163,519 وحدة
نسبة النمو السنوي: +26.5%
المركز العالمي: السابع
يشير هذا النمو المستقر إلى توسع كبير في حضور الشركات الصينية داخل السوق المحلي.
العديد من العلامات مثل بي واي ديمصر بي واي دي السعودية بي واي دي الإمارات بي واي دي البحرين بي واي دي الكويت بي واي دي عُمان بي واي دي قطر بي واي دي وشانجان وهافال وجيلي رسخت وجودها بالفعل، بينما تستعد أسماء جديدة لدخول السوق خلال العامين القادمين مثل فويا وإم هيرو وإكسبنغ وليب موتور وأفاتر ونيو وديبال.
السوق السعودي أصبح اليوم من أهم الأسواق العالمية لصناع السيارات الصينية، بفضل حجمه الكبير وتنوع شرائح المستهلكين من العائلات إلى الشباب الباحثين عن سيارات اقتصادية وعصرية.
روسيا تتراجع وكازاخستان تصعد بقوة
في الوقت الذي تراجع فيه دور روسيا كوجهة رئيسية للصادرات الصينية نتيجة للتوترات الجيوسياسية، ظهرت كازاخستان كأحد أبرز الرابحين في هذه المعادلة الجديدة.
روسيا: 273,030 وحدة
نسبة التغير: +55.9%
كازاخستان: 115,300 وحدة
نسبة النمو: +96.4% الأعلى بين جميع الأسواق
هذا التحول يعكس بوضوح إعادة توجيه الصين لصادراتها نحو دول آسيا الوسطى التي أصبحت جزءًا محوريًا من مبادرة الحزام والطريق، بما في ذلك الاستثمار في مراكز التجميع والخدمات اللوجستية داخل كازاخستان، ما جعلها منصة صاعدة لتوزيع السيارات الصينية في المنطقة.
السيارات الكهربائية الصينية بين أوروبا والشرق الأوسط
لا تقتصر الطفرة الصينية على السيارات التقليدية فقط، بل تمتد أيضًا إلى قطاع السيارات الكهربائية الذي يشهد توسعًا سريعًا في الأسواق الأوروبية والعربية على حد سواء.
بلجيكا: 199,000 وحدة، مركز رئيسي لتوزيع السيارات الكهربائية في أوروبا
المملكة المتحدة: نمو بنسبة +49.7% مدفوع بالدعم الحكومي للسيارات الكهربائية
المكسيك: زيادة 74.9%
إندونيسيا: نمو 84.7%
الإمارات: نمو 47.7% ومرتبة سادسة عالميًا
في الإمارات، يعزز برنامج الاستراتيجية الوطنية للسيارات الكهربائية هذا التوجه، حيث تستهدف الدولة أن تصبح نصف السيارات على طرقها كهربائية بحلول عام 2050.
بهذا، يتضح أن الشرق الأوسط، وتحديدًا الإمارات والسعودية، لم يعودا مجرد أسواق استيراد، بل مراكز استراتيجية تعيد رسم خريطة صناعة السيارات الصينية عالميًا، وتفتح فصلًا جديدًا من المنافسة في عالم السيارات الكهربائية والمستقبلية.