- من الجرارات إلى عالم السباقات: بداية فيروتشيو لامبورجيني
- توتر داخلي في فيراري فتح الباب أمام منافس شرس
- رحيل المؤسس وصعود العلامة نحو العالمية
لم يكن تأسيس لامبورجيني مجرد مغامرة تجارية في عالم السيارات، بل جاء تتويجًا لسلسلة من التحديات الشخصية والطموحات الميكانيكية والانفعالات التي حملها رجل واحد. تعد اليوم لامبورجيني من بين أشهر صانعات السيارات السوبر رياضية حول العالم، بفضل تصاميمها الجريئة وأدائها العنيف. إلا أن القصة الحقيقية لانطلاقتها تختبئ خلف مشهد غير متوقع، جمع بين الغضب والكبرياء وصدام داخلي في شركة فيراري، ما أدى إلى ولادة أسطورة منافسة.
من الجرارات إلى عالم السباقات: بداية فيروتشيو لامبورجيني
بدأ فيروتشيو لامبورجيني رحلته العملية بعد خروجه من الخدمة العسكرية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حين تولى تطوير نشاط عائلته في تصنيع الجرارات الزراعية. وبفضل خبرته الميكانيكية، تمكن من تحويل المشروع إلى اسم بارز في إيطاليا، وحقق أرباحًا كبيرة جعلته من أبرز رجال الأعمال آنذاك.
بحلول عام 1950، اشترى أولى سياراته الرياضية، وكانت من طراز فيراري 166 إنتر، التي لم تُنتج منها سوى 38 نسخة فقط بين 1948 و1950، وهو ما يعكس ندرتها وقيمتها. استمر بعدها في اقتناء طرازات أخرى من فيراري، بينها 250 جي تي الشهيرة، كما بدأ بالمشاركة في بعض سباقات السيارات، ما عمق فهمه للتفاصيل الفنية التي تميز هذه الفئة.
لاحقًا، لاحظ لامبورجيني عيوبًا متكررة في ناقل الحركة، وتحديدًا في الكلتش، ما دفعه إلى زيارة مقر فيراري في مارانيلو عام 1963. التقى حينها بإنزو فيراري واقترح عليه التعاون لتحسين هذه الأنظمة. إلا أن فيراري قابله برد ساخر، طالبًا منه التركيز على الجرارات بدل التدخل في صناعة السيارات الرياضية، ما أثار حفيظة لامبورجيني وأشعل شرارة التحدي داخله.
توتر داخلي في فيراري فتح الباب أمام منافس شرس
في عام 1962، بدأت لورا فيراري، زوجة إنزو فيراري، ممارسة أدوار إدارية داخل الشركة، وتدخلت في عمليات تطوير التصميمات والمكونات الميكانيكية. وقد خلق ذلك خلافات عميقة مع خمسة من أبرز مهندسي الشركة، من بينهم كارلو تشيتي، رئيس القسم الهندسي، وجيوتو بيزاريني، مسؤول التطوير. انتهى هذا التوتر بإقالتهم، ما دفعهم لاحقًا إلى تأسيس شركتهم الخاصة باسم ATS لتصميم وصناعة السيارات.
استغل فيروتشيو لامبورجيني هذا الظرف الاستثنائي، وتواصل مع هؤلاء المهندسين وأقنعهم بالمشاركة في مشروعه الجديد، الذي تمثل في تأسيس علامة سيارات رياضية فاخرة تنطلق من نقطة ضعف فيراري لتتجاوزها. خلال وقت قصير، ظهر طراز لامبورجيني 350 جي تي، الذي تم تقديمه رسميًا في معرض تورين عام 1963، وبيع منه 13 وحدة مباشرة بعد العرض. وفي غضون عامين، تجاوزت مبيعات السيارة 120 وحدة.
ثم جاءت اللحظة الحاسمة في عام 1965 مع تقديم لامبورجيني لسيارتها الأيقونية ميورا، التي أدخلت مفهوماً ثورياً بمحرك وسطي مستوحى من سيارات الفورمولا 1، ما أعاد رسم ملامح السيارات السوبر رياضية وجعل لامبورجيني ندًا حقيقيًا لفيراري.
رحيل المؤسس وصعود العلامة نحو العالمية
رغم البدايات القوية، لم تسلم لامبورجيني من التحديات. ففي منتصف السبعينيات، أثرت أزمة البترول العالمية على الطلب على السيارات ذات المحركات الكبيرة، التي كانت تشكل العمود الفقري لعلامة لامبورجيني. وجدت الشركة نفسها في مأزق مالي حاد، ما دفع فيروتشيو للتخلي عن حلمه وبيع حصته، لينسحب من عالم السيارات.
مرت الشركة بعد ذلك بعدة مراحل انتقالية حتى استحوذت عليها مجموعة فولكس فاجن. ومنذ ذلك الحين، عرفت لامبورجيني نهضة كبيرة، بلغت ذروتها في العام الماضي بتحقيقها أعلى مبيعات في تاريخها، حيث سلمت 9,233 سيارة حول العالم، ورفعت رأس مالها بقيمة 2.38 مليار يورو، مؤكدة أن الرؤية التي بدأت برغبة في التحدي، تحولت إلى قصة نجاح عالمية ما زالت تكتب فصولها حتى اليوم.