- البداية.. كيف وُلد شعار بي ام دبليو؟
- هل شعار بي ام دبليو يمثل مروحة طائرة فعلاً؟
- مراحل تطور شعار بي ام دبليو عبر الزمن
- شعار يجسد روح بي ام دبليو المتجددة
تتألق بي ام دبليو في عالم السيارات الفاخرة كعلامة ألمانية تجمع بين الأداء المتفوق، والأناقة اللافتة، والهندسة الدقيقة. لكن خلف تصميم سياراتها المميزة، يقف شعار دائري يحمل تاريخًا عريقًا وقصة تستحق التأمل. لطالما جذب هذا الشعار أنظار عشاق السيارات وأثار فضولهم حول معناه وأصله.
من الألوان المستوحاة من علم بافاريا إلى التحولات التي شهدها التصميم عبر العقود، يعكس شعار بي ام دبليو جانبًا جوهريًا من هوية العلامة. في السطور التالية، نكشف ملامح الرحلة التي خاضها هذا الرمز، ونتتبع تطوره والمعاني التي يحملها في طياته منذ نشأته وحتى يومنا هذا.
البداية.. كيف وُلد شعار بي ام دبليو؟
يعود أصل شعار بي ام دبليو إلى عام 1917، عندما تحولت شركة Rapp Motorenwerke المتخصصة في تصنيع محركات الطائرات إلى كيان جديد يحمل اسم Bayerische Motoren Werke، الذي يعرف اليوم باسم بي ام دبليو. اعتمد الشعار الأول للشركة على تصميم دائري يتوسطه نمط متقاطع باللونين الأبيض والأزرق، وهما لونا علم ولاية بافاريا الألمانية، حيث تأسست الشركة. وجاء الإطار الخارجي للشعار محاطًا بحلقة سوداء كتب بداخلها اسم الشركة باللون الأبيض.
لم يكن هذا التصميم وليد المصادفة، بل جاء ليؤكد منذ البداية على هوية بي ام دبليو كعلامة متجذرة في الصناعة الألمانية الرفيعة، ومتصلة بجذورها البافارية العريقة. ورغم أن نشاط الشركة لم يبدأ بإنتاج السيارات مباشرة، فإن الشعار ظل ملازمًا لها في مختلف مراحل تطورها، من تصنيع محركات الطائرات إلى انطلاقها القوي في عالم السيارات الفاخرة.
هل شعار بي ام دبليو يمثل مروحة طائرة فعلاً؟
سادت لفترة طويلة فكرة شائعة بأن شعار بي ام دبليو يجسد مروحة طائرة تدور في سماء زرقاء، في إشارة إلى بدايات الشركة كمُصنع لمحركات الطائرات. غير أن هذا التفسير لا يعكس المعنى الحقيقي الكامن وراء التصميم. فقد أكدت بي ام دبليو في تصريحات رسمية أن شعارها يستمد ألوانه من علم ولاية بافاريا، مع اعتماد تكوين هندسي يرمز إلى الدقة والاتزان اللذين يميزان الصناعة الألمانية.
رغم ذلك، لا تزال هذه الرواية المتداولة تلاقي رواجًا واسعًا، خصوصًا بعد نشر إعلان في عام 1929 ظهر فيه الشعار مدمجًا في مروحة طائرة. هذا المشهد ساهم في ترسيخ الانطباع الخاطئ في أذهان الجمهور. وعلى الرغم من جهود الشركة لتصحيح هذا المفهوم، فإن كثيرين ما زالوا يربطون الشعار بتاريخ بي ام دبليو في مجال الطيران، وهو ما أضفى على الرمز هالة أسطورية تتجاوز دلالاته الحقيقية.
مراحل تطور شعار بي ام دبليو عبر الزمن
شهد شعار بي ام دبليو منذ ظهوره الأول تحولات متتالية تعكس تطور الهوية البصرية للعلامة. ففي عام 1933، أدخلت الشركة أول تعديل رئيسي على التصميم، حيث ضخمت الأحرف وتمت تغميق درجات الأزرق والأبيض، ما منح الشعار حضورًا بصريًا أقوى وأكثر حدة.
ثم في عام 1953، اعتمدت بي ام دبليو لأول مرة استخدام الأحرف باللون الأبيض داخل الإطار الأسود، مع تحسين لمعان الخلفية لتبدو الألوان أكثر إشراقًا وجاذبية. وبعد مرور عقد من الزمن، وتحديدًا في 1963، أعيد ضبط درجات الألوان لتتماشى مع لغة التصميم العصري للسيارات في تلك الحقبة.
أما عام 1997، فقد حمل تحديثًا بارزًا تمثل في تقديم الشعار بلمسة معدنية لامعة تعكس الفخامة وتعزز من طابع الحداثة الذي تتبناه الشركة. ومع انطلاقة بي ام دبليو نحو مستقبل التنقل الكهربائي، طرحت العلامة في عام 2020 إصدارًا جديدًا من الشعار، ظهر للمرة الأولى على طراز i4 كونسبت. واستغنت هذه النسخة عن الدائرة السوداء التقليدية لصالح حلقة شفافة، تجسد رؤية الشركة القائمة على الشفافية والابتكار والانفتاح على المستقبل.
شعار يجسد روح بي ام دبليو المتجددة
على مدى مئة عام من التحولات والتطورات، حافظ شعار بي ام دبليو على جذوره البافارية الأصيلة، مع مواكبته للاتجاهات الحديثة في عالم التصميم. لم تكن التعديلات التي طرأت عليه مجرد تغييرات شكلية، بل حمل كل تحديث رسالة واضحة تعبر عن روح الابتكار والتجدد المستمر الذي تتبناه الشركة.
يبقى شعار بي ام دبليو اليوم أحد أبرز رموز الأداء والفخامة والهندسة الألمانية الرفيعة. يختزن بين تفاصيله إرثًا غنيًا وتقاليد صناعية متجذرة، ويعكس في الوقت نفسه سعي العلامة الدائم نحو التطوير، في توازن دقيق بين الأصالة والرؤية المستقبلية.