من التجميع إلى التصنيع الكامل: مصنع لوسيد السعودي يدخل مرحلة الإنتاج

تواصل المملكة العربية السعودية ترسيخ موقعها كمركز صناعي متطور في مجال السيارات الكهربائية، حيث أعلنت شركة لوسيد الأمريكية عن تحول مصنعها في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية من التجميع الجزئي إلى التصنيع الكامل. ويُعد هذا التحول إنجازًا بارزًا في مسيرة المملكة نحو توطين الصناعات المستقبلية، خصوصًا مع الدعم الاستراتيجي المقدم من صندوق الاستثمارات العامة.

ويأتي هذا التقدم في وقت تشهد فيه لوسيد نموًا ملحوظًا في مبيعاتها العالمية، ما يعزز من فرص نجاحها إقليميًا. وتستعد الشركة حاليًا لطرح سيارتها الثانية "جرافيتي"، ضمن فئة الاس يو في الفاخرة، وهي خطوة تعكس طموحاتها في التوسع داخل الأسواق العالمية انطلاقًا من المملكة.

مرحلة جديدة من التصنيع الكامل داخل المملكة

يشكل إعلان لوسيد عن بدء عمليات التصنيع الشامل في مصنعها السعودي نقطة تحول بارزة في مسيرتها التوسعية. وقد أُرفق الإعلان بمجموعة من الصور الرسمية التي كشفت عن خطوط الإنتاج الحديثة داخل مجمع الملك سلمان للسيارات في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، حيث تظهر عملية تصنيع طراز "إير" الكهربائي الفاخر وقد أصبحت متكاملة محلياً.

يمتد المصنع على مساحة ضخمة تُقدّر بـ1.3 مليون متر مربع، ليُصنّف ضمن أكبر منشآت إنتاج السيارات الكهربائية في المنطقة. وقد جرى تصميمه لاستيعاب طاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 155,000 سيارة، ما يعكس رؤية طموحة لجعل المملكة مركزاً عالمياً للتصنيع والتصدير في هذا القطاع المتسارع. ويُذكر أن المرحلة الأولى من المشروع اعتمدت على تجميع جزئي للسيارات القادمة من مصانع الشركة في الولايات المتحدة، إلا أن التحول إلى التصنيع الكامل يعني الآن أن كافة مراحل الإنتاج تتم محلياً، بدءًا من بناء الهيكل، ومروراً بتركيب الأنظمة الكهربائية، ووصولاً إلى التشطيب النهائي وفق أعلى معايير الجودة.

الاعتماد الرسمي والدور المحلي في التصنيع

في مطلع عام 2025، حصلت شركة لوسيد على اعتماد "صنع في السعودية" من برنامج الصناعة الوطنية، في خطوة تعكس الدعم الحكومي المباشر لتوطين الصناعات المتقدمة وتحفيز الشركات العالمية على تطوير عملياتها الإنتاجية محلياً. ولا يقتصر هذا الاعتماد على البعد الرمزي، بل يُجسد التزاماً عملياً من لوسيد بتأهيل الكفاءات الوطنية وتدريبها على أحدث تقنيات التصنيع، ما يسهم في تعزيز التوظيف المحلي ورفع كفاءة السوق في مجالات التقنية والصناعة الحديثة.

ويشكل صندوق الاستثمارات العامة العنصر المحوري في دفع هذا المشروع نحو النجاح، كونه يملك ما يقارب 60% من أسهم الشركة، في تأكيد على رؤية المملكة الاستثمارية بعيدة المدى في قطاعات المستقبل مثل الطاقة النظيفة والتقنيات المستدامة. وبفضل هذا الزخم الاستراتيجي، يتوقع أن يلعب مصنع لوسيد في السعودية دوراً محورياً في تحقيق التكامل الصناعي والتصديري، من خلال دعم سلاسل الإمداد وتوفير بوابة عبور فعالة للأسواق الإقليمية والعالمية انطلاقاً من أراضي المملكة.

جرافيتي SUV: طموحات لوسيد تتجه نحو المستقبل

بعد أن رسّخت لوسيد مكانتها عالمياً من خلال طرازها الفاخر "اير"، الذي نال إشادات واسعة بفضل تقنياته المتطورة ومستوى الفخامة الذي يقدمه، تتجه الأنظار الآن نحو طرازها الثاني المنتظر "جرافيتي" ضمن فئة الاس يو في الكهربائية. ويعتمد هذا الموديل الجديد على نفس المنصة الهندسية ولغة التصميم المميزة لطراز "اير"، ما يمنحه أداءً كهربائياً قوياً وتصميماً يجمع بين الأناقة والرحابة.

تضع لوسيد آمالاً كبيرة على "جرافيتي" لتوسيع حضورها في الأسواق، خاصة في ظل الإقبال المتزايد على الاس يو في الفارهة في منطقة الخليج والعالم. وتشير التوقعات إلى إمكانية إنتاج هذه السيارة داخل المملكة مستقبلاً، وذلك بعد تجهيز المصنع بخطوط إنتاج متطورة، ما يمنح لوسيد فرصة لتعزيز قدراتها التنافسية من حيث سرعة التوريد وتقليل التكاليف التشغيلية واللوجستية.