- قصة السيارة الأولى: هدية السلطان العثماني
- تحديات البداية والقصص الطريفة
- دخول السيارات للرياض: عهد الملك عبدالعزيز
- المواصفات الفريدة للسيارة الأولى
- تأثير دخول السيارة على المجتمع
- السيارات الأولى في مكة والحجاز
- شخصيات صنعت التاريخ
- كيف انعكس هذا التحول اليوم؟
لا أحد كان يتخيل في بدايات القرن العشرين أن صحراء نجد ستشهد وصول عربة نفاثة بالمحرك، تُغير شكل السفر وتكسر عزلة الصحراء. إلا أن عام 1915 كان نقطة التحول؛ حين دخلت أول سيارة إلى السعودية، لتفتح صفحة جديدة في تاريخ المملكة وتعيد رسم مشهد النقل الحديث، فغيرت نظرة السعوديين نحو العالم ورفعت سقف الطموحات لمستقبل مجهول التفاصيل.
![]()
قصة السيارة الأولى: هدية السلطان العثماني
تعود القصة لأمير حائل "سعود بن عبد العزيز الرشيد" الذي تلقى سيارة مرسيدس بنز طراز 1915 كهدية من السلطان العثماني محمد رشاد.
أُحضرت السيارة عبر السفير النجدي في إسطنبول "رشيد الناصر الليلا"، فيما كان السائق المرافق للسيارة تركي الجنسية.
كانت السيارة مجهزة بمحرك بسعة 9.85 لتر وأربع أسطوانات وقوة 100 حصان، وكانت ضخمة بالمعايير المعاصرة، ما جعلها تستهلك وقوداً بكمية كبيرة وتحتاج لصيانة متكررة.
تحديات البداية والقصص الطريفة
وصل الرعب والدهشة في أوساط أهالي حائل إلى حد أن بعضهم ظن أنها "جمل من حديد" أو "عفريت".
أشيع أن السيارة تعطلت في طريقها إلى الأمير وتم سحبها بسلاسل حديدية لمسافة طويلة قبل أن تصل للقصر.
بداية لم يكن هناك سائقون محليون، وكان التعلم يتم عبر مراقبة السائق الأجنبي ومحاولة تقليده.
![]()
دخول السيارات للرياض: عهد الملك عبدالعزيز
أول سيارة دخلت الرياض كانت عبر وكيله التجاري والسياسي عبد الله القصيبي، وكانت من نوع فورد "تي"، في العام 1339هـ/1921م.
الملك عبدالعزيز بعد توحيد المملكة، أولى عناية بالسيارات واستخدمها في رحلات الحج وزيارات المناطق.
تطورت أسطول سياراته ليشمل كاديلاك ورولز رويس ومرسيدس بيرس أرو، وكان يُرسل سائقيه للأخذ بالدروس والصيانة في أوروبا.
شُكل أول أسطول نقل حجاج عام 1345هـ (1926م)، وبدأت الشركات والمؤسسات تظهر لتوحيد النقل البري في المشاعر المقدسة.
المواصفات الفريدة للسيارة الأولى
تأثير دخول السيارة على المجتمع
شكلت السيارة "صدمة حضارية"، حيث كانت رمزًا للثروة والهيبة ورافعة اجتماعية.
غيرت من سرعة السفر، حيث انتقلت الرحلات من أسابيع إلى ساعات فقط.
أسهم وصول السيارات في إنشاء الورش والمراكز الأولى للتصليح، وتطور البنية التحتية للطرق لاحقًا.
بداية الاهتمام بالسيارات قاد للبحث عن قطع الغيار وتبادل الأفكار حول الصيانة والقيادة.
السيارات الأولى في مكة والحجاز
انتشرت السيارات لاحقًا في جدة ومكة، وشهدت مكة أول ظهور اجتماعي للسيارة من خلال الحج ونقل الحجاج.
أول ورش الصيانة في الحجاز فتحت بالتوازي مع شراء الناس للسيارات الفاخرة من وكلاء الخليج، وأصبحت جزءًا من مظاهر الثراء والتحضر.
شخصيات صنعت التاريخ
الأمير سعود الرشيد كان أول من امتلك السيارة في نجد.
الملك عبدالعزيز اعتمد السيارة وسيراً على السياسة الحديثة للنقل.
شخصيات سعودية لاحقًا استوردت سيارات أمريكية وألمانية وبريطانية، لينطلق معها عصر جديد للسيارات بالمملكة.
كيف انعكس هذا التحول اليوم؟
تنتشر اليوم السيارات بجميع أنواعها وتحوّلت لمؤشر رفاهية وتقدم، وباتت ركيزة من ركائز الحياة العصرية والاقتصاد السعودي.
يستمر السعوديون في حب السيارات، وتحتضن المملكة أهم معارض وفعاليات السيارات الفاخرة والسوبركارز في المنطقة.
إن دخول أول سيارة إلى السعودية لم يكن مجرد وصول آلة حديثة، بل اقترن بولادة مجتمع جديد يطمح للمستقبل، وتنمية اقتصاد متجدد، ونظرة حضارية رائدة قادت لتغيير شكل المملكة من عمق الصحراء حتى أحدث طرق وأفخم السيارات الفارهة. تلك العربة الأولى كانت بذرة عصر جديد لا يزال السعوديون يحصدون ثماره حتى اليوم.









